محاولات إبقاء النافذة الحضرمية مواربة لما يسمى بأقاليم اليمن الاتحادي (اللي في المشمش الحوثي)، موغادة تمارسها نفايات وأدوات أحزاب الخراب اليمنية إياها تحت عنوان (حقوق حضرموت)، كأن لا أحد يعلم أن ذلك اليمن الاتحادي المزعوم الذي تولى أمره الحوثي منذ أن لهط صنعاء بلا أي نخس، هو الوحدة أو الموت بتاع اللئيم المجمّد في الثلاجة - اللهم لا شماتة - ومن يروّج لبقاء حضرموت إقليماً ثالثاً إنما ينصب فخاً تاريخياً لحضرموت أولاً وللجنوب كله ثانياً، ويورط الشمال في مأزق تاريخي من جهة، ويعلن من جهة أخرى عن أن لا مشروع له سوى الضم والإلحاق، وإعادة إنتاج وحدة مع شمال مستلب ضائع مفكك مشتت لا يهمه من يحكم عاصمته، خارج إرادته، ولم يبدأ بعد مرحلة تحرير قراره وعاصمتهم ومستقبله من الحوثي الذي (شنتف) كل القوى الكرتونية هناك قبلية كانت أم دينية، سياسية يمينية أم يسارية، شبابية كانت أم عسكرية، بحيث أصبح الشمال في ورطة سياسية استراتيجية - نتمنى أن يتجاوز ها - لا تؤهله لأن يكون إقليماً مستقراً، و لا مخرج له من ورطته، حتى الآن للأسف، إلا بإرادة حوثية سلالية إرهابية تنحني لها قبائله وأحزابه على إيقاع ذبح الثيران المضطهدة والمستباحة دماؤها عرفياً منذ قرون. أما أقاليم الكائنات الافتراضية التي يروجون لها في أسواق الجنوب، فليست مما يهضم إعلاناتها الترويجية أبسط مواطن في مقهاية شعبية في الشارع الخامس في حي العمال بالمكلا.
انتبهوا للشضع، فحضرموت تفتح نوافذها بإرادتها الحرة ومستقبلها أكبر من باب الحوثي، لكنها لا تخاتل بنافذة مواربة يتسلل منها لصوص الغفلة.
الأكاديمي : د سعيد سالم الجريري