عزل السلطان "بدر بوطويرق" - تاريخ حضرموت السياسي لـ صلاح البكري

2019-07-26 07:47
عزل السلطان "بدر بوطويرق" - تاريخ حضرموت السياسي لـ صلاح البكري

حصن الفلس يقع في حي القرن بسيئون بني في عهد بوطويرق

شبوه برس - خاص - سيئون - وادي حضرموت

 

تلخيص : محمد بن سالم بن ماضي

في سنة 970هـ اعترف السلطان بدر بن طويرق الكثيري للترك بالطاعة والولاء، ثم  أراد أن يوطد العلائق ويشدّ صلات الولاء بينه وبينهم، فأرسل إلى القسطنطينية هدايا فاخرة، ولكن بعضا من كبراء عشيرته لم يوافقوا على ذلك، كما عارضوه في إرسال النجدة لفك حصار الترك، ومما زاد الطين بلة سكوته إزاء معارضة أهل هينن للحكم الكثيري وإعلانهم الاستقلال التام، لذلك جمع الأمير عبد الله بن بدر بعضا من أعيان آل كثير، وكوّن منهم حزبا يعاكس سياسة أبيه، ودخل على أبيه وهو في قصره بسيؤون وخلعه، وتولى الحكم هو وأخوه جعفر بن بدر فلم يعارض السلطان "بدر بو طويرق" في عزله، ولم يعمل لإعادة مركزه واعتلاء عرش الملك، وخلد إلى السكون والصمت حبا في جمع الكلمة وتأليف القلوب وتوحيد الصفوف وتوطيد السلام.

 

ولقد تولى الحكم نحو خمسين عاما بنى له في خلالها مجدا لا يمحى وذكرا حسنا لا يزول، ولقد ساد لوفاته الحزن والأسى أرجاء البلاد.

أما السلطان عبد الله بن بدر الكثيري فقد اتخذ مدينة سيؤون مركزا لحكومته، وأرسل جيشه إلى هينن، وأخضعها لحكمه، وتوفى سنة 984هـ وقد ساس البلاد بحزم وكياسة، وقام بالأمر بعده ابنه السلطان جعفر بن عبد الله الكثيري حتى قتله الظلفان سنة 990هـ وقام بالأمر بعده السلطان عمر بن بدر العادل وبذل مجهوده لنشر الأمن في أنحاء البلاد، وشجع الناس على نشر العلم، فارتاحت الناس في عهده، واطمأنت النفوس، وكثر الخصب، وزكا الزرع وزاد الرخاء، ورخصت الأسعار، وفي سنة 1021 هـ توفى في الشحر، فحزنت عليه الأمة أشد الحزن.

 

قام بالأمر بعده ابنه السلطان عبد الله بن عمر الكثيري، واقتفى أثر أبيه، وقد نافسه في الحكم أخوه الأمير بدر بن عمر، ونازعه في السلطة، ثم سافر السلطان عبد الله بن عمر إلى مكة لأداء الفريضة، وتوفى هناك سنة 1045هـ.

ثم قام بالأمر بعده ابنه السلطان بدر بن عبد الله الكثيري كان على جانب عظيم من المكر وبعد النظر وكان جشعا هلعا في المال يجمعه لنفسه بوسائل غير شرعية ولا قانونية، واحتاط لنفسه فقد استمال قلوب بعض الناس إليه بالعطايا الجزيلة والهبات الوافرة، فالتفّ حوله المنافقون من رجال الدولة، لم يكتف السلطان بدر بن عبد الله بولاية حضرموت، وأراد الانتقام من عمه بدر بن عمر الكثيري والى ظفار من قبل الإمام، ففي سنة 1068هـ جهز جيشا وسار به إلى ظفار واحتلها.