تساءل الكاتب والناشط السياسي "رياض عباس الحامد" عما الذي يمنع المجلس الإنتقالي الجنوب من الانقلاب وأعلان الدولة الجنوبية .كما ورد في موضوع حصل موقع "شبوه برس" على نسخة منه .
وقال الكاتب : ما العائق الذي يحول بين المجلس الانتقالي وبين السيطرة على عدن منقلبا على الشرعية ومعلنا قيام دولة الجنوب وواضعا الجميع أمام الأمر الواقع.
مجلسنا الموقر لا تنقصهُ القوة ولا السلاح، لا تنقصه الحاضنة الجماهيرية الناقمة على الشرعية.
لا تنقصه الخبرات والكوادر السياسية ولا الغطاء التشريعي، لا ينقصه الدعم الاقليمي وكلنا يعلم قدرات دول التحالف في التاثير على السياسات والمواقف الدولية وليَّها حيث تشأ. فما العائق إذا؟
هذه الحرب لن تستمر الى الأبد ولن تحسم عسكريا باجماع المراقبين بل والمشاركين فيها، وعاجلا أو آجلا سيصل التحالف الى اتفاق مع الحوثيين، وهم الطرف الذي يحرص الخليج على مستقبل العلاقة معه أو (كفاية شره) كما يقال لذا سيعطونهم ما يرضيهم.
وعلى المجلس الانتقالي ان يعي أن فرصته الوحيدة في فرض شروطه وانتزاع مطالبه لن تكون إلا في زمن الحرب فبدونهم لن يجد التحالف تحت يده شبرا واحدا مما يسمى المحافظات المحررة وبالتالي لا قيمة ولامعنى لكل تفوقه الجوي. ولهذا ايضا سيضع التحالف ضمان استمرارية الجنوب في الحرب كواحد من أولى أولوياته. أما بعد اتفاق السلام فستختلف الأولويات قطعا.
كما على مجلسنا الانتقالي الكريم ان يعي أن التعجيل بخطوة إعلان الاستقلال له حسنتان كلاهما أعظم من الاخرى.
الأولى انها أصدق اختبار لاهداف التحالف ومصداقية وعوده بالمساعدة على الانفصال إن كانت حقيقة أو أنها مجرد أوهاما يسوقونها لتمرير سياساتهم علينا.
وبالاولى ترتبط الحسنة الثانية، ففي اجبار التحالف على التعجيل بكشف موقفه من خطوة الانفصال اليوم قبل غدا سيوفر مجلسنا على نفسه وعلى الجنوب الاف وربما عشرات الاف الضحايا الذين سيسقطون في حرب قد تكون ليست حربهم وتحت راية ليست لهم.
اجزم بأن اعلان مجلسنا لقيام دولة الجنوب مسألة وقت فقط، ولكن ليس اليوم يومها،
كيف ذا وهو الأمهر في تفويت الفرص واللحظات الفارقة. سينتظرون الأمر من سادتهم بالتحرك ولن يصدر لهم حتى تضع هذه الحرب أوزارها ويُستغنى عن كرتهم الحقيقي في جبهات القتال. وتأتي النتائج بخلاف ما يتوهمون.
عندما يجدون انفسهم مجرد تنظيم سياسي وظيفته الوحيدة شرعنة ما سيكون من اتفاقيات كممثلين للجنوب سواء بسواء مع حكومة الشرعية.
لن يقدم مجلسنا على تنفيذ ما تأسس من أجله أبدا. قناعة راسخة ويزيدها رسوخا نكصه الخطى قانعا من الغنيمة بالاياب من أمام بوابات المعاشيق بعد أن قدم عشرات القتلى.