قال محلل وكاتب سياسي جنوبي أنه ومنذ خمسينيات القرن الماضي حتی اليوم ، كل مناطق النزاعات بالعالم التي تدخلت فيها قوات أجنبية لا تنسحب منها تلك القوات حتی وأن توقفت العمليات العسكرية ولكنها تبقی لسنوات لاحقة في بلد النزاع حتی تتحقق الأهداف السياسية التي كانت سبب اندفاع تلك الدول للتدخل العسكري .
وقدم الكاتب "مسعود أحمد زين" في موضوع تلقى موقع "شبوه برس" نسخة منه ويعيد نشره : أمثلة عديدة حيّة ومشاهدة على رأيه أن هناك 32 ألف عسكري أمريكي ما زالوا مرابطين في كوريا الجنوبية منذ نهاية الحرب الكورية في 1953م , وحوالي 10 ألف عسكري أمريكي متموضعين في الكويت منذ تحريرها من الاجتياح العراقي في 1991م .و 14 ألف عسكري أمريكي ما زالوا في أفغانستان مع قوات أوروبية اخری منذ الحرب علی طالبان ، قرابة 6 ألف عسكري أمريكي ما زالوا في العراق منذ حرب 2003م .
وقال الكاتب "مسعود زين" أن هناك قاعدة روسية واتفاقيات للوجود الروسي في سوريا لخمسين سنة قادمة تم الاتفاق عليه هذا العام رغم انتهاء معظم جبهات الحرب في سوريا .
وهذه أمثلة فقط والباحث المهتم سيجد تفاصيل وأرقام كثيرة تشرح ماذا يعني تدخل عسكري اجنبي في أي نزاع محلي بالعالم .
وأضاف أن التدخل العسكري الخارجي ليس مكرمة عابرة من تلك الدول يتدخلوا وقت الطلب ثم يغادروا بمجرد طلب أحد الأطراف المحلية بذلك ، لأنها بالأساس لم تتدخل فقط لمجرد طلب طرف محلي لذلك ولكنها تدخلت بناءً علی حسابات سياسية تمس أمنها ومصالحها القومية بالمقام الأول .. ولن تغادر دون إنجاز هذا الشق السياسي الهام في أهداف التدخل العسكري .وأردف أن دخول القوات الاجنبية ليس مثل خروجها .
وقال الكاتب : في الأسابيع الماضية ترك الطرف الاماراتي في التحالف العربي الباب مواربا لتفسيرات وتمنيات أطراف محلية واقليمية في فحوی إمكانية الانسحاب الإماراتي من اليمن لغرض حرق المندفعين سياسيا وإعلاميا ولمعرفة كيف ستكون ردات الفعل عند أصحاب المواقف الرمادية من الصراع بالداخل ... ثم يأتي تصريح امارتي رسمي قبل يومين بأستمرار الوجود العسكري باليمن حتی تكتمل الأهداف السياسية لهذا التدخل .
وقال أيضا : أعتقد أن هذا التوضيح الإماراتي يكفي خصوصا إذا ربطناه مع تصريح الناطق الرسمي لقوات التحالف قبل أيام قال في بوضوح أن السعودية والإمارات تأخذ بالاعتبار عملية تبادل الأدوار فيما بين قواتها دخل اليمن ..
هذا يكفي لمن أراد أن يفهم بأن السعودية والإمارات واحد فيما يخص أهدافهم الإستراتيجية باليمن ولن يغير التواجد السعودي او الإماراتي شيئا من المعادلات السياسية القائمة بالداخل وتحديدا في المناطق المحررة وبالجنوب ..
وأختتم الكاتب بالخلاصة : نحن بالجنوب الحكمة تستدعي أن نقترب من بعضنا البعض أفضل بكثير من المراهنة علی حمار السلطان يجي يرفس أخوك ( يا خسها مراهنة ) لأنه لا قدر الله ووقع رفس سيكون رفس للجميع من شق وطارف ..
والمكسب هو في التقارب الداخلي إذا كانت هناك نية وطنية صادقة للاستفادة من التواجد العسكري العربي لمصلحة الجنوب .. لأن الصوت سيكون واحد والطاولة واحدة للجلوس مع الطرف العربي والهدف الجنوبي واضح ومشترك .