(بداية يذّكر موقع "شبوه برس" أن وكالة الحسيني للسيارات شملت كل الجنوب العربي واليمن والمقر الرئيس للوكالة في عدن المنصورة بالقرب من جولة كالتكس على يمني الذاهب إلى الطريق البحري أو إلى عدن الصغرى "البريقة" ومن أشهر من عملوا في ورشة الصيانة بها الشاعر الكبير "يسلم بن علي باسعيّد" بن ترك المهجر السعودي مطلع الستينات وعاد للإستقرار في مدينة عدن)
موقع "شبوه برس" يعيد نشر ما كتبه الصحفي "سند بايعشوت" عن شخصية إقتصادية كبيرة لعبت دورا كبيرا في تحديث وسائل النقل في حضرموت والجنوب العربي وجاء في موضوعه :
عندما نسمع كلمة " الحسيني" لما كنا صغارا في مطلع سبعينيات القرن الماضي فان أنظارنا تتجه نحو السيد حسين بن احمد بن الشيخ ابوبكر الحسيني والتي انطبعت صورته في ذاكرة الطفولة فهو كما كان منذ أن عرفناه ونحن سقل سلاتيم الى أن كبرنا كان أنيقا في ملبسه وهيئته لم تتغير على الاطلاق
نتذكر مقدمه كل صباح الى محله في سكة يعقوب تحت نادي المكلا الرياضي بسيارته البيج الخاصة من نوع "زيزو" وكنا نشاهدها دائمة الوقوف أمام محله ونحن في ذهابنا وايابنا لمدرستنا مدرسة الجلاء ونحن في الصف الخامس مع زميل الطفولة عمر السقاف التي تربط أسرته قرابة نسب وعمل
الشاهد أن " الحسيني" الحبيب حسين كان مختلطا بالناس فهو محبا لهم ويعطف على المساكين في ذاك الوقت اذ لا احد يمد يده بل كان هو سباقا لتقديم العون للمحتاجين فأحبوه الناس بمختلف مراتبياتهم في مجتمع المكلا في السبعينيات. رغم شهرة عائلته في حضرموت فإنه كان محبا للخير لايرد محتاجا قصد محله لان اسم الحسيني لامعا بالكرم والتواضع. فكنت اراه في مسجد الروضة مواظبا على صلاتي الظهر والمغرب حيث كان يسكن أطراف المدينة ولأسرته أيادي بيضاء في المساهمة في تجديد عمارة مسجد الروضة الثانية عام 1976 الى يومنا هذا ونتذكر الطابع القديم للمسجد قبل تجديد عمارته.
وقبل الغروب جرت العادة أن تغلق المحلات قبل الصلاة ويتوجه الناس إلى طرف الفرضه في سرحة سيناء لرؤية السلاحف وهي ترفع راسها على السطح وكنت اشاهد الحبيب حسين مواظبا لرؤية هذا المنظر البديع فهو رجل عاش واحب المكلا فهو جزء من نسيجها وتاريخها رحمه الله رحمة الأبرار.
ونشاهد توافد البدو الى محله من يريد شراء سيارات الزيزو بلاسطحة حيث كانت الأبرز في نقل الحمول بين الوادي والساحل وجرت على الألسن حديث البدوي القادم من أقصى البوادي الحضرمية حاملا وراء ظهره صرة بها ماله وهويسأل عن الحسيني لشراء موتر زيزو. وقد اشتهر زمنا طويلا الحسيني في حضرموت كوكيل لسيارات الزيزو منذ الستينيات حتى أصبحت علامة تجارية الحسيني كشركة عائلية ساهمت في بناء حضرموت
ولأن منزله على ربوة مطلة في جول الديس فأصبحت يضرب بها المثل باعتبارها ابعد منطقة في المكلا عند العقبة التي سميت "عقبة الحسيني" ويرتاد اهالي المكلا في عصريات العيد تلك المنطقة فهي كانت جول مفتوح كانت فيها البساتين وجداول المياة الجارية عند حصن الغويزي.
ومعروف في بداية سبعينيات القرن الماضي من يمتلكون سيارات خاصة قليلون ومنهم الحسيني الذي رأيته ينقل المواطنين بسيارته الخاصة متطوعا عندما تتقطع بهم السبل في أيام العيد فينقلهم الى المكلا من العيقة قبل إنشاء الجسر الصيني والشرج والديس باعتبارها مناطق بعيدة عن المكلا في تلك الحقبة من الزمن الجميل بالطيبين .