على ماذا يتكئ أنصار الوحدة..؟

2019-07-02 14:38

 

سؤال يتبادر لذهني مراراً وتكراراً كلما قرأت لأحد أو سمعت منه حديثاً عن الوحدة بين الدولتين وصمودها وبقائها الحتمي..!

كيف يبني هؤلاء آرائهم وقناعاتهم وتوقعاتهم..؟

الواقع على الأرض يفرض علينا البحث جدياً عن مخرج مناسب يرضي كل الأطراف، بعيداً عن نزق الشعارات وتسويق الأوهام، والتمسك بالمشاريع الخاسرة الفاشلة التي وصلت بالبلاد لهكذا وضع مزري..!

 

لا يؤمن بحتمية استمرار الوحدة بين الدولتين إلا مُغيّب عن الواقع وتداعياته، فلم يعد للوحدة أي مداميك تسندها، وقد إنهارت تماماً في 2015، بعد أن كانت في الأصل هشة متداعية متصدعة..!

المتابع الحصيف من أبناء الشمال يُدرك ذلك جيداً، وللأسف هناك موجة من الغوغاء والمجرمين والمتنفذين يتصدرون المشهد الشمالي، وهناك تغييب شبه كامل لصوت العقل والفكر والنور لمثقفي الشمال وعقلائهم..!

 

لا يمكن بأي حال من الأحوال، أن تعود الوحدة كما كانت، والحديث في هذا الموضوع يعتبر مضيعة للجهد والوقت، وإن كان هناك عقلاء في الشمال، عليهم رفع الصوت عالياً والحديث بالمنطق بدلاً من المكابرة والمغامرة بأرواح الشباب في حروب محسومة نتائجها..!

الجنوب لم يعد هو الجنوب، دول المنطقة والإقليم والمجتمع الدولي يعون ذلك تماماً، ولا يستطيعون تجاوز مطالب أبنائه، وهم الذين يقدمون انفسهم شركاء فاعلين في ملفات مكافحة الإرهاب التي تؤرق العالم، فلا بُد من وجود حلول ناجعة عادلة لضمان استقرار المنطقة وإنهاء الصراعات فيها للأبد، وذلك لن يتحقق إلا بموافقة الجنوبيين ورضاهم.

 

وبذلك نعود للسؤال الأول، على ماذا يتكئ أنصار الوحدة..؟

فالشعب ضدهم، والإقليم كشف اطماعهم وحقدهم وفسادهم، والمجتمع الدولي فقد الثقة بهم، وفي الأول والآخر، هناك آلاف من الابطال في الجنوب يقفون كالطود المتين الأشم لإنتزاع حقوقهم واستعادة دولتهم ودحر أعدائهم..!

 

رهانكم خاسر، وجوادكم متعثرة خطواته مكسورة عراقيبه...

فراجعوا مواقفكم وآمالكم وأحلامكم، وأعيدوا التفكير مرّة وأثنتين وثلاث، وتالله لن تمروا..!

 

✍️ محمد حبتور