ماذا يٌدَبَّرٌ لحضرموت في الخفاء ..؟؟

2019-06-09 05:31

 

تٌشكِّل حضرموت بعمقها الحضاري وإرثها الثقافي وثرواتها الكثيرة المتنوعة ومساحتها الواسعة ، مطمعا لكل القوى المتصارعة على السلطة في البلاد عبر كل المراحل التاريخية ، كل طرف يريد أن يفرض نفوذه وسلطته عليها ، لترجيح  كفته   في هذا الصراع وفي هذه الأيام ، حيث تجري معارك عنيفة بين  المتمردين الحوثيين وقوات المقاومة الجنوبية بكل تشكيلاتها في المناطق الشمالية حول الضالع بعد تجميد جبهات الحرب  وتوجيهها نحو الجنوب ،

 

يلاحظ أنّ هناك تحركات مريبة وزيارات مكوكية لقيادات عسكرية ووجاهات قبلية وشخصيات إجتماعية حضرمية إلى الرياض يقال إنها بطلب لانعرف هل هو من قبل السلطات السعودية أوالسلطة الشرعية اليمنية القابعة في فنادق الرياض ، وتسريبات عن إقالات  وتعيينات ، ومؤتمرات تعقد ،ونشاط ملحوظ لأسر حاكمة قبل عام ١٩٦٧ م . كل هذه التحركات ، تهدف إلى استباق أية تسويات قادمة ، وكل له مشروعه الذي يعبر عن مصالحه بعد أن تنتهي الحرب في اليمن إذا قُدِّرَ لها ذلك  .

 

يجب أن يدرك الجميع أنّ الوضع القائم في الجنوب وفي المحافظة  بشكل خاص ، هو نتيجة  للمأزق الذي وصلت إليه الوحدة  الإندماجية وفشل مشروعها السلمي وتحولها إلى مشروع للإحتلال  والهيمنة ، فأي حلول أو معالجات لاتنطلق من هذه الحقيقة ستكون قاصرة ولن تساعد على الاستقرار والأمن ، كما أن هذه المعالجات  يجب أن تراعي المسلمات التالية :

 -  وحدة حضرموت واديها وساحلها ، كوحدة إدارية وسياسية  ، يجب أن تخضع لسلطة إدارية وأمنية وعسكرية واحدة ، الوضع الإستثنائي القائم اليوم يجب أن يزول بأسرع مايمكن ، كما أن أي محاولة للعودة إلى ماقبل عام ٦٧م لن يكتب لها النجاح أبداً، ولن  تلقى ترحيبا من أي طرف كان لا رسميا ولا شعبيا. 

 -  حضرموت محافظة جنوبية وجزء من الجنوب ، ورفض أية محاولات لتجريدها من جنوبيتها وأية حل لمشكلاتها يجب أن  يكون في إطار الحل العادل  للقضية الجنوبية الذي يقبله أبناء الجنوب ويرتضون به

 - يجب القبول بالجنوب بمحافظاته الست ، شريكا في الحرب  والسلم واشراكه في أية مفاوضات أو تسويات قادمة عبر ممثلين حقيقيين له وليسوا صوريين يتم تعيينهم من الذيول التابعة لطرفي الصراع 

- يجب الاعتراف بشجاعة  بفشل الوحدة والكف عن محاولة فرضها بالقوة على الجنوبيين والبحث عن صيغة جديدة للعلاقة  ، تجنبا للحرب والاقتتال والدمار والكراهية الجميع كرهوا الحرب   ويريدون العيش في أمن وسلام

- اسقاط الإنقلاب وافشال مشروعه السياسي وأجنداته الخارجية والداخلية التي تهدد أمن دول الجوار والأمن القومي العربي .

 

 حضرموت بخصائصها المتميزة وبثرواتها وبإمتداداتها الواسعة وموانئها البرية والبحرية ،يجب أن يتولى أمرها أبناؤها ويعود خيرها لأهلها ولغيرهم ممَّن يحبونها بدلا عن استغلال هذه   المميزات والخصائص للإضرار بالآخرين وبدول الجوار ، فقد دأب عتاولة الفساد ومتنفذوا النظام السابق استخدام هذه الخصائص والمميزات التي تتمتع بها حضرموت مصدرا للإثراء غير المشروع من  خلال تهريب المشتقات النفطية والسلاح ، كما استخدموها أيضا تجار المخدرات، بالإضافة إلى ذلك وجدت الجماعات الإرهابية المسلحة بيئة  خصبة للتواجد في هذه المحافظة المعروفين أهلها بالتسامح ورفض العنف والتطرف ، بسبب الفراغ الأمني والصمت عنه لأهداف سياسية معينة ، مما أساء إلى سمعة حضرموت ومكانتها التي كانت تتمتع بها وصارت مصدرا للتوجس والخوف ، بدل الفخر والإعتزاز .

 

 رموز الفساد ومتنفذو النظام السابق الذين نهبوا ثروات الجنوب  وحضرموت المتدثرين برداء الشرعية اليوم وكذلك الإنقلابيون ، لن يتركوا حضرموت وحالها فعيونهم على نفطها وثرواتها ، حتما سيخلقون العراقيل والمتاعب من خلال تحريك خلاياهم النائمة  للعبث بأمنها واستقرارها ، واعادة تعيين رجالهم في مواقع مهمة مستغلين هذه الشرعية بهدف اعادة نفوذهم وهيمنتهم على حضرموت ومقدراتها وأكثر رموز حضرموت استهدافا محافظها  "البحسني"  و "نخبتها الحضرمية"  ، هذا الرجل الذي كان حاضرا  حينما كانت حضرموت في محنة بعد أن سلمت قيادة  المنطقة العسكرية الثانية السابقة مدينة المكلا ومدن الشريط الساحلي للقاعدة بتوجيهات عليا وتحمل هو ورفاقه الآخرون وقوات النخبة الحضرمية وبدعم قوات التحالف العربي تحريرها ، في الوقت  الذي كثير ممن يتم تداول أسمائهم كبدائل لزموا الصمت حينها وهربوا إلى فنادق الرياض والقاهرة وتركيا وقطر،لكن حضرموت  ومعها كل الشرفاء من أبنائها يجب أن يتصدوا لأية تعيينات  لعناصر تخلت عن حضرموت وقت محنتها ،وتقف وقفة رجل واحد مساندة المحافظ "البحسني"  والسلطة المحلية في المحافظة .

 

إنّ ماتعانيه مدن حضرموت ساحلها وواديها من إنقطاعات للتيار الكهر بائي، وماتسببه من معاناة شديدة للمواطنين في ظل حرارة الصيف ، هي جزء من حرب الخدمات الغير معلنة تلك التي تشنها حكومات الشرعية المتعاقبة ضد المناطق الجنوبية المحررة  لأهداف سياسية ، الإحتجاجات السلمية والتظاهرات حق مشروع ، لكن الحل العملي لرفع المعاناة عن أهلنا في حضرموت ، هو قطع  ذلك الشريان الذي يغذي الفساد ، أي أن يبسط الحضارمة يدهم  على ثروتهم وأرضهم ، بدلا أن يتسولوا حقوقهم ، إلى متي سيظل  أبناء حضرموت محرومين من أبسط حقوقهم في الوقت الذي ينهب ثرواتهم الفاسدون وأصحاب الكروش الكبيرة ؟  . 

سيؤن / حضرموت

الإستاذ / فرج عوض طاحس

الخميس 3 شوال 1440 هجرية

6/6/2019 م .