مصفاة عدن تستغيث

2019-06-05 07:34

 

من منا لايدرك العصر الذهبي لمصفاة عدن في زمن لم تكن حقول النفط قد اكتشفت حيث كانت تصدر فائض الإنتاج إلى العربية اليمنية ، فمناطق اب وتعز والبيضاء لم تكن دولتهم آنذاك قادرة على توفير المشتقات النفطية ، نتذكر جيدا شاحنات اسطوانات الغاز المتجهة إلى تلك المحافظات وفي أحلك الظروف لم تتوقف في حربي 72 و79 من القرن الماضي حيث كان يفسح المجال لامدادها بالمشتقات النفطية ..

 

تلك أخلاق دولة الجنوب فرضتها قيم الأخوة والدين لم يتوجسوا قط بالشعور بقهر الجار والتلذذ بمعاناته على الرغم من التعبئة المدمرة في الشمال دينيا وعقائديا لكل ماهو جنوبي ، لكن الجنوب فرض الأخلاق قبل كل شي وإغاثة الملهوف في الوقت الذي كانت تشحذ لدولتنا سكاكين الغدر بالتكفير وإخراج الجنوبيين من الملة....

 

لاتوجد مصفاة في الشمال آنذاك حتى اكتشف النفط عام 84م فشرعوا ببناء مصفاة صافر بينما مصفاة عدن قد افتتحت بداية الخمسينات كأكبر مصفاة في الشرق الأوسط ..

 

عند تحقيق الوحدة المشئومة بدأ التآمر على مصفاة عدن وعضت العربية اليمنية اليد التي امتدت لها بالخير ، ولم يقف التآمر عند ذاك الحد بل تطور ليصل إلى المستوى الذي وصل إليه اليوم وعبر تابعيها عبيد اليمننة من الجنوبيين الذين كانوا يرتعون من خيراتها هم وأبنائهم ...

 

اليوم وصل  الأمر إلى محاولة تدميرها وبيعها خردة لتنكشف أحقر مؤامرة تحاك ليس ضد المصافي وحدها بل ضد الجنوب أرضا وإنسانا لإن المصافي هي رمزية كبيرة من رموز الاقتصاد الجنوبي ، فبعد تدمير المؤسسات الاقتصادية والخدمية للجنوب لم يتبقى الا مصافي عدن ومينائها الاستراتيجي لإحكام الطوق وإخضاع الجنوب لسيطرتهم الدائمة، كون وجودها يعطي زخما ربحي لدعم توجه الجنوبيين في استعادة دولتهم ولكي لايتم ذلك لابد من تدميرها..

 

إننا ندعو المجلس الانتقالي والمقاومة الجنوبية وكل المكونات المؤمنة باستعادة الدولة الجنوبية ومنظمات المجتمع المدني بالهبة العظيمة للسيطرة على مصفاة النفط وقطع يد الفساد والمفسدين وحماية أعظم مؤسسة اقتصادية للجنوب قبل أن نجد ان أنفسنا نستجدي المشتقات النفطية واسطوانات الغاز من مصفاة صافر التي لاتساوي شي أمام عظمة وجبروت مصفاة عدن ، فمصفاة عدن هي المؤسسة الأكثر أهمية لتذليل الصعوبات التي قد تحدث عند الاستقلال الوطني من براثن المحتل الزيدي الهمجي ..

 

أما المحتل اليمني الهمجي الذي كان يستجدي  العطف ذات يوم لامداده بالمشتقات النفطية من مصفاة عدن فلا شيمة له إلا الغدر والطعن في ظهر من أسدى له الجميل ذات يوم ..

 

فهبوا إلى حماية مصفاتكم ....مصفاتكم تناديكم ....

*-محمد صالح عكاشة