أعرف الشيخ الصريمة منذ زمن بعيد، وحينما التقيت به لأول مره في صنعاء وكان عائدا من عمان وتنفذ شركاتة طرقا في غرب اليمن قلت له مازحا ( أن صنعاء أولها (غرَام) بفتح الغين أي الوله والحب لكن آخرها (غرُام) بضم الغين ويعني في قاموس شبوه الجنان أو المس الشيطاني.. ضحك الرجل كثيرا، فهمس له أحدهم (هذا أنفصالي لا تصدقة) وكانت هذه الكلمة التي تطوع بها فاعل الخير هذا مفتاح العلاقة بالرجل الذي شغل الناس وتخاصم حولة وعليه الكثيرون.
كتبت حينها مقالا في صحيفة التجمع ومما كتبت في ذلك المقال أتذكر أني قلت: فريد الصريمة الأب كان بمثابة رئيس أركان مشيخة العوالق العلياء، وألمحت فيها أننا نتمنى أن يكون أحمد الأبن رئيسا لأركان الجنوب المحتل والمظلوم لعلة ينقذه وهو القادم من أسرة عريقة ولدية البأس والشجاعة والأمكانية لفعل ذلك.
من ذلك الحين لم ينقطع الإتصال واللقاء بأبي قناص ولا أخفي سراَ أننا تواصلنا معه والأخ العزيز محمد علي أحمد لإثنائهم عن حضور مؤتمر الحوار لكن أبو سند أصر وكأن السيف سبق العزل وحينما سألته أن أكلم الشيخ أحمد فرد أبو قناص: سنذهب أستجابة لطلب أشقائنا في الخليج والمجتمع الدولي وسندافع عن قضيتنا ولن نكون إلا رسل لشعب الجنوب ولن نتخلى عن أهدافه في الحرية والأستقلال وأستعادة الدولة..
لم أتفق معهم لأني كنت ضد مبدأ الحضور من أساسة.
فوجئنا فعلا بخطاب مؤتمر شعب الجنوب في مؤتمر الحوار حتى أن البعض أخذته الدهشة من ذلك الخطاب القوي، لكن الشيخ أحمد شعر أن القول في تلك القاعة شي والفعل خارجها شيء آخر تماما ولم يجد بدا من المغادرة والأعلان عن أسباب إنسحابة من مؤتمر حوار صنعاء.
أحدث هذا الموقف أرتياحا منقطع النظير في الشارع الجنوبي وأضحى الشيخ أحمد في بؤرة الحدث وأخذت أنظار الجنوبيين تتطلع اليه لأستكمال ذلك الهجوم الجنوبي وتطويرة لأنه فعلا حدث مفصلي في هذه المرحلة الصعبة والمعقدة من تاريخ شعبنا الأبي المكافح والصابر.
قال معاوية أبن أبي سفيان أني لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي ولا أضع سوطي حيث يكفيني لساني، ولو أن بيني وبين الناس شعرة ما أنقطعت، كانوا إذا مدوها أرخيتها، وإذا أرخوها مددتها.
وكأني بالشيخ أحمد الذي فأجئنا بالذهاب إلى صنعاء كما فاجئنا بالأنسحاب يتمثل هذا السلوك السفياني .
بعد أن أنطلت الحيلة قبل عقدين من الزمن على أشعري الجنوب (البيض) الذي قال بعد أن خرج من خيمة توقيع الوحدة: أخلع الجنوب كما أخلع هذا الخاتم من يدي وأذوبة ذوبانا وأذوب الذي خلفوه في اليمن العظيم وأنهى الموقف المهيب بالبيت الشهير في ميدان السبعين بصنعاء: إذا أحتربت يوما وسالت دمائها...... تذكرت القربى وسالت دموعها.!!!!!!!!!!
أبو قناص: أثلجت صدورنا بهذا الموقف النبيل الذي تمثل آلام ومآسي هذا الشعب الصابر المكافح، المجاهد، ونطمع منك بالكثير خصوصا وقد وضعت نفسك في المكان الذي يليق برجل مثلك على سرج الحصان الجنوبي المنطلق غير هياب رماح الأعداء والمتربصين.. الذين يريدون لهذا الفرس والفارس أن يقعا وأن لا تقوم لهما قائمة لكن هيهات أن يكون لهم ذلك
*لندن 22 أبريل 2013م