روسيا و اليمن

2019-04-16 05:28

 

مدخل:

تعلمنا ان هناك دائماً تحالفات خفية بين الدول و كذلك إتفاقيات سرية، فعرفنا بإتفاقية القسطنطينية و التي كانت في العام 1915م، و كان نتيجة هذا الإتفاق توقيع إتفاقية سرية بين روسيا من جهة، و فرنسا و بريطانيا العظمى من جهة أخرى، و تنص ان روسيا تقدم لبريطانيا و فرنسا حقوقاً في آسيا التركية، و ادخال إيران ضمن النفوذ البريطانية مقابل ان تضم روسيا اليها القسطنطينية.

الموضوع :

روسيا تعرف الأراضي الجنوبية جيداً، و تعرف اين تكمن ثرواتها، و كانت تمنع إستخراجها من تحت الأرض حتى لا تفسد الرفاق بالترف و الغنى، و تنسيهم إشتراكيتهم و شيوعيتهم، و لكن الآن لا توجد شيوعية، حتى شيوعية الصين اصبحت رأسمالية.

وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يقول لن يتحقق السلام في اليمن إلا إذا اتفق اليمنيون على تحقيقه، فالروس يعلمون ان الحوثيون تدعمهم إيران و من دونها هم لا شيئ، و من جانب آخر شرعية هادي و حكومته تدعمه الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، فتذكر الروس كيف انتهت الحرب بين الملكيين و الجمهوريين في الستينات، و ذلك بإنعقاد لقاء عبدالناصر الذي كان يدعم الجمهوريين، و الملك فيصل الذي كان يدعم الملكيين.

بقي الجنوبيون الذي تدعمهم الإمارات، فتم توجيه دعوة لرئيس المجلس الإنتقالي من قبل وزارة الخارجية الروسية للحديث حول السلم، و كيف يستعيد الجنوب دولته حسب حدود 1990م.

أن إقامة روسيا علاقات كاملة مع المجلس الإنتقالي بإفتتاح قنصلية لها في عدن التي يسطر عليها المجلس الإنتقالي لهو دليل جاد على ذلك، و غلق قنصليتها في صنعاء كضغط على الحوثيين.

روسيا تعلم انها تستطيع الضغط على طهران للضغط على الحوثي لقبول الشراكة مع الإصلاح لحكم الشمال حسب حدود 1990م، و من الجانب الآخر يعلمون أن السعوديون و الإماراتيون سيقبلون هذا الحل، و ذلك بعد تقارب الدولتان الخليجيتان مع روسيا بتوقيع الكثير من الاتفاقيات الإقتصادية.

الخلاصة:

ـــــــــــــــ

عندما يفكر الأذكياء بمصالحهم، يكون ذلك عين العقل، و ان يتم خلق التفاهم المتبادل بين الجنوب و الدول الأخرى مثل روسيا و غيرها مثل تكوين شراكات إستراتيجية مثل ما تعمله المملكة الشقيقة، و دولة الإمارات مع دول كبرى كأمريكا و روسيا و الصين، و ليس كما ذكرت في مدخل هذا الموضوع كيف اقتسم الكبار النفوذ حول تركيا و ايران.

الجميع يعرف ان باب المندب هو ممر للملاحة العالمية و كذلك موقع شهير للقواعد البحرية. للولايات المتحدة و فرنسا والصين.

هذا تصور مني انا للتدخل الروسي.