تسابق الكبار على ‘‘عــدن‘‘ ماذا يعني :

2019-03-27 12:59

 

يعني ان لدى الكبار معلومات بل تأكيدات لاتقبل الشك من إن مايحدث في الجنوب من عبث "ليس حقيقي" وانما هو عبث مفتعل تديره أطراف محلية متنفذة "ظاهرة وخفية" فشلت في اختطاف النصر الجنوبي او استثماره كما فشلت في قبول الطرف المنتصر شريكا في ادارة الازمة فيما سمي حينها "بتحالف الضرورة".

استطاعت هذه الاطراف المتنفذة ان تضع يدها على الشرعية وسيطرت على قرارها وخطابها وبالتالي على الدعم والتأييد الاقليمي والدولي المسنود بالقررات او المرجعيات ذات الصلة لتنفذ اجندة خاصة وحرب بالوكالة لافشال المشروع الجنوبي وحشد المناوئين له من كل فج واختراق المكونات الحراكية واستقطاب بعضها واستهداف اجهزة الامن الجنوبية وتجريمها كلما اقتربت من مخابئ الارهاب، واتهامها بإنشاء السجون المستحدثة والتي يصفونها بالسرية بينما المحاكم والنيابات المختصة مغلقة ابوابها بالاضافة الى خلق ازمة ثقة بين الشرعية والتحالف وبعثرة جهود التحالف بين العمل العسكري والاغاثي اما بالخذلان او بالاستنزاف او حتى بالتآمر باعطاء احداثيات مغلوطة لطيران التحالف لقصف اهداف مدنية لتعلو بعدها اصوات النائحات بوقف الحرب حتى لو لم تحقق الحرب اهدافها ولم يهزم الحوثي !.

اربع سنوات والعالم يراقب الازمة اليمنية باهتمام وعندما لم يحدث اي اختراق على الصعيد العسكري او السياسي ولم تجدد الشرعية خطابها المعادي وموقفها السلبي تجاه الجنوب والتحالف، فإن نجحت بعض الوقت في تضليل سفراء الدول ومكاتب المنظمات او حتى استمالتهم الى ماتتضمنه التقارير الحقوقية والانسانية او تضخيم الاختلالات الامنية والعمليات الارهابية وتسويق ذلك في القنوات الرسمية ومنصات اعلامها في الداخل والخارج ،الا انها سقطت في اقناع العالم بان حرب الخدمات التي تصاحب او تلي موجة الانفلات الامني عادة انها من صنيع جماعة الارهاب او دعاة الانفصال كما يحلو لهم تسميتها وبقي هذا محل تساؤل مستمر فكيف للارهاب ان يستهدف كوادر وشباب الجنوب دون غيرهم وفي كل مرة يصاحبها او يلحق بها تعطيل الكهرباء وانعدام المشتقات وهبوط العملة وارتفاع الاسعار وتأخير الرواتب ثم كيف له ان يتكرر بل ويستمر كل هذه السنوات دون حلول لرفع المعاناة عن الناس الا اذا كان هذا العبث مرضي ومسكوت عنه وتحركه ايادي تصر على جعل الجنوب المحرر بؤرة للتوتر بوسائل شتى ونتائج واحدة وحديث مكرور وتقارير دولية لا جديد فيها سوى التواريخ اما المكان لايتغير وكذلك الشخوص !.

 

المجلس الانتقالي الجنوبي انتقل من حالة الدفاع الى الهجوم عندما فتح نافذة على العالم من خلال مكاتب تتبعه تعنى بالشؤون الخارجية مع دول اوروبا وامريكا واستطاع ان يغير مواقف دول كبرى في زمن قصير عندما تحدث بلسان الحقيقة المحجوبة لسنوات مدعمة بارشيف متكامل من المستمسكات والوثائق التي كشفت جانبا مهما من مسيرة ثورة شعب الجنوب السلمية وموقف النظام منها والتعتيم الاعلامي المتعمد على جرائم النظام وحجم الانتهاكات، والكشف عن تغوّل الفساد واتساع دائرته حتى غدا نظاما موازيا تدير البلد من خلاله مراكز قوى تعمل  لصالح الخارج على تعطيل مهمة التحالف الأساسية وبعثرة جهوده وتبديد الامكانات في غير وجهتها ،كما تعمل باضطراد على تفخيخ العلاقة بين الشرعية والتحالف للاضرار بالطرفين واستهداف قوات الامن الجنوبية بالتشكيك في ولائها الوطني واتهامها بالتبعية للتحالف الذي تتهمه هو الاخر عبر وسائل اعلامها الرسمية بانه "الاحتلال" في تناغم عجيب مع اعلام الحوثي الذي يصف دول التحالف بدول العدوان!.

 

كل هذا وملف مكافحة الارهاب في الجنوب حكاية اخرى والذي انبرت له قوات المقاومة الجنوبية باسناد دول التحالف منذ تحرير عدن من المليشيات الحوفاشية الغازية التي استخلفت الجماعات الارهابية بعدها دون قتال مع ان سبب اجتياح الجنوب المعلن هو محاربة "الدواعش" وكان ظهورهم رافعين الرايات السوداء بعد دحر الغزاة في عدن بمثابة الخطة B . ثم اتى قرار الانتقالي الشجاع بالذهاب بعيدا مع التحالف في محاربة الارهاب ليكون دليل إدانة للمتاجرين بهذا الملف في اروقة الامم واستخدامة ضد الجنوب وامنه واستقراره حاضرا ومستقبلا.

 

جاء الوزير البريطاني ليقول مامعناه : ان السترة التي ارتديها ليست خوفا ممن يحارب الارهاب ولكن ممن يصنعه ويرعاه ويوظفه توظيفا سياسيا سيئا ضد ضحاياة.

 

وجاء السفير الروسي وكانه يقول : ان من يحارب الارهاب في موطنه بقوات محلية تأتمر بأمره فهو يشير الى المتهم بوضوح ويبرر حاجته لتلك القوات.

 

اما السفير الامريكي وكأني به يقول : ان من امّن عدن اثناء تواجد الوزير البريطاني والسفير الروسي يستحق الدعم وزيارتنا تأت في هذا السياق ، اما من اخذ على عاتقه محاربة الارهاب فهو شريك حقيقي لامريكا.

 

الخلاصة:

الذي لم يحارب الارهاب فهو يدعمه وهذا تصديقا لمقولة بوش الإبن " من لم يكن معنا فهو ضدنا".

لا احد في العالم اليوم يكترث للمرجعيات الثلاث ولا للقرارات الدولية ذات الصلة ولا حتى لتنفيذ بنود اتفاق ستوكهولم لكنهم يتفهمون الحاجة للسلام هنا وهناك عندما يستقبل الكبار اشارات ايجابية بهذا المعنى فانهم لا يرسلون اشارات ايجابية فحسب بل يبعثون بوزراء وسفراء !.

 

شهاب الحامد

عدن

27/مارس/0019