عربدة الأخوان في تعز... تنتهك الحرمات و تستبيح القيم الأنسانية والوطنية

2019-02-22 13:23
عربدة الأخوان في تعز... تنتهك الحرمات و تستبيح القيم الأنسانية والوطنية
شبوه برس - خاص - تعز

 

حالة من التطور الكبير في وضع تعز الأمني والسياسي والعسكري، وبدل العربدة والفصاع الذي كان يقوم بها أفراد ــ وان كان ذلك تكتيكياً عند السلطة الأستبدادية ــ وهي سياسية أخضاع وقهر وتركيع المجتمع، أصبح اليوم المقر الهضبوي بكل سلطاته يتعربد ويفصع وينتهك حرية وكرامة المواطنيين. لكن ما يفصل المرحلة الآولى عن الثانية، أن الآولى استهدفت الناس البسطاء الذين ينتمون للخبز .

 

أما الثانية، وهي شريحة الصحفيين والناشطين الذين ينتمون للحقيقة و وقفوا إلى صف الشريحة الآولى، وفي وجه الفاسدين ، كان يقتضي ارهابهم وترعيبهم حتى يُتاح لهذه السلطة توسيع دائرة الاستبداد، و القضاء على الثانية، يسهل تماماَ أخضاع الثالثة وهي فئة السياسيين، ولا تستغربوا أذا سمعتم غداً أن "س" من القيادة السياسية محتجز في مقر البحث بتهمة انهم وجدوا متلبساً مع فتاة عشرينية عمرها بعمر الحزب، بينما "ص" القيادي في الحزب الاخرى وجدوا و في سيارته قنينة خمر، وقد تم اقامة الحد عليه، و بحاجة فقط لضمانة من أجل الافراج عنه حتى لا تتكرر ما قام به، ولعل الجميع يدرك أن "س"و"ص" اليوم "شُقات" مع مقر الهضبة بالأجر اليومي، يصل الأجر احياناً إلى سلة اغاثية وحين أخر إلى وعد كاذب يذهب مع تسبيح غروب ويتجدد مع كل صباح.

 

أمراً طبيعياً أن تذهب السلطة الأستبدادية بتعز في اتجاه قمع وتكبيل وتقيد حرية الصحافة والأعلام، فقد سبق وأن بدأت مُنذ الفترة الماضية في تطويع وتكيف أوضاع تعز المختلفة لمتطلبات نمو وحركة تراكم المليارات التي استحوذوا عليها أثناء فترة الحرب، من خلال الأنقلاب العسكري الذي يقوده النظام الهضبوي، ومن خلال السيطرة السياسية والأدارية والمالية على كل مقدرات البلاد، ولكن ما ليس طبيعي أن ينمو هذا النظام المستبد بمشاركة كتلة كبيرة محسوبة على اليساريين ممن تصدروا المشهد. والحقيقة أن هذه الكتلة هي مجموعه من الانتهازيين واللصوص والضعفاء خُلقوا وتكاثروا بفعل الحرب الجائرة وتم توظيفها لصالح هذه السلطة.

 

يتزامن هذا التطور الملفت في السلطة الأستبدادية بتعز مع تطور مُعاكس أخرى عند السلطة الأستبدادية في صنعاء وهو تعيين الصحفي فواز نشوان رئيساً لأهم وأول الأجهزة الأستخباراتية في سلطة الشمال ومنحه رتبة لواء، وهذا التطور يأتي في ضوء المعطيات الجديدة التى طرأت في الساحة،

وليس وحده التقارب بين النظامان المستبدان الذي ظهر مؤخراً، أيضاً هناك المصالح المبنية بينهما على استمرار هذه الحرب.

 

ومن أجل ضمان الأستمرار، كان لا بد من أن يجعل الأصلاح تحرير تعز امراً مرتبط أرتباطاً وثيقاً بوسائل الحصول على أكبر قدر من مصادر الأموال الذي يجنيه، أذ ان جزء كبير من معاناة أبناء تعز يستثمروها لصالحهم، وهي الوسيلة الوحيدة التي من خلالها يتم تجهيز حصان طروادة للسعى في خوض المعركة المقبلة وتكميم افواه الصحفيين بداية لتلك المعركة.

 

و أمام كل ذلك، و برغم ما تبذلة هذه الاشكال في ابقاء النظام المشوة الذي ورثته البلاد طيلة الفترة الماضية، لا بد وأن يتخلق كفاح وطني داخلي بأدوات جديدة ومتنوعة وحديثة تبدأ بالدفع بمشروع تحرير تعز ــ و هي القضية المحورية ــ يأخذ هذا المشروع بعين الأعتبار أشكال السيطرة التي نمت في الداخل، وتحقيق هذه الامور يتطلب خوض المعارك الوطنية، وما يواجه اليوم الصحفين امثال وجدي السالمي والصامت وعبدالله واكرم وغيرهم، يأتي في سياق هذا المشروع، و يجب ألا يُتركوا في المواجهة لوحدهم، بل على الجميع قول وفعل كل شيء في هذه المواجهة، فالحرية لا ثمن لها .

*- عبدالحليم صبر