بترو دكتوراه!!

2019-01-15 07:27

 

في السابق كانت شهادة الدكتوراة عُقدة قلّ من استطاع اجتيازها بعد دراسة وتحصيل كبيرين وبعد إعداده بحوث عديدة جمعها من المراجع العلمية الأجنبية والكثير من الاستفسارات بشأن الأطروحة الذي ينوي الباحث مناقشتها مع أساتذة علماء الجامعة التي يدرس فيها، أما اليوم فشهادة الدكتوراة أصبحت تعطى لمن يستحقها ولمن لا يستحقها فكراً وعقلاً وموضوعاً وعدم مروره بمدد كافية من التدريب والتجريب خاصة والمعرفة النظرية لتطبيعية شهادة الدكتوراه لا يعتبر تأهيلاً كافياً، إذ لابد من أن تصقل هذه الشهادة بالمعرفة الكافية والمران الطويل وحصوله على شهادتي الثانويه العامة والبكالويورس والماجستير قبل حصوله على شهادة الدكتوراة.

 

 لكن حسب معرفتي أن هناك أشخاصا لا تتوفر لديهم شهادة الثانوية العامة، فهؤلاء الخريجون الذين يدعون انهم حاصلون على شهادة الدكتوراه مجرد هراء فهم حاصلون فقط على شهادة (دكتور مرشح) والبعض شهادة (شبرانتو) ويدعون أنهم دكاترة فهذا غير صحيح وانما دكتور فالخريج الحاصل على شهادة الدكتوراه لابد ان يبرز للجهات المختصة نسخة من رسالة الدكتوراه وموضوعها والفترة التي استغرقت اثناء مناقشتها ومن ثم تمنح شهادة الدكتوراه لمن عنده اسم  اطروحة (التخصص) نوقشت واقرت من قبل اللجنة الجامعية بالموافقة على حصولة تلك الشهادة. اما ان يكون بدون مسبوغات تؤهله لنيل الوظيفة العامة للدوله ويتم تعيينه ولا تتوفر لديه خلفيات ايجابية موثقة ويدعي بانه دكتور فهو مثله مثل الاخرين لا توجد لديهم اطروحه سبق وان نوقشت من قبل المختصين في التعليم العالي والجهات ذات العلاقة

للاسف ان هناك الكثير من هؤلاء الحاصلين على شهادة الدكتوراه لا يجيدون حتى اللغة الاجنبية التي بواسطتها ناقشوا موضوع بحوثهم الجامعية لكن يبدو لي انها كانت ربما بالاشارة أما باليد او بتحريك الراس احياناً لهؤلاء اقول ان واقعنا يفترض علينا استياب العلوم وليس تحويلها إلى شهادات فقط لا ننكر ان في بلادنا حاملي شهادة الدكتوراة لا يتجاوزون اصابع اليد اما عن البقية مجرد لديهم شهادة (دكتور - مرشح فقط) كما اوضحت انفاً وليست شهادة الدكتوراه بالمعنى الصحيح التي امطرتنا بها جامعة الصداقة مع الشعوب جامعة (لومبا) بالاتحاد والسوفيتي سابقاً فاذا تمكنت وحضرت لقاء نقاش فستجد دكتور الاقتصاد يفتي في علم الاجتماع وذاك  دكتور قانون يعزف على وتر التربية او الاحصاء او مسك الدفاتر الحسابية وبينه وبين مادة الحساب او اللغة العربية عدا مستحكم تعد كان في السابق الحصول على شهادة الدكتوراه بصعوبه بعد ان يمكث 3 سنوات او 4 سنوات لحصولة على شهادة البكالوريوس وعامان بعد الجامعة بعد حصولة على شهادة البكالوريوس ان يمكث عامان للحصول على شهادة الماجستير (الدكتوراه) اما في يونا هذا فحدث ولا حرج تستطيع ان تأخذ عينه عشوائية من الشارع لتجد 3/4 العينة من الحاملين لشهادات الدكتوراه او ان تحضر في لقاء او اجتماع لتجد ان الدكاترة امتهنوا الحديث بكلمات وتركوا الدكترة، فهذا دكتور في - التتخطيط يفتي في علم المناجم وذاك دكتور شريعة وقانون يفتي او يعزف على وتر التربية وذاك دكتور في اللغة بينة وبين سبويه عداء مستحكم قلما تجد انساناً متواضع الشهادة اي حاملاً لبكالوريوس فقط فقد صار الحصول على الدكترة بالمراسلة او بالزيارة القصيرة احياناً وليس غريباً والحاله هذه ان ترى موظفاً كبيراً مرتبكا اذا جاءته معاملة او رسالة بالانجليزية او بلغة اجنبية اخرى فيحولها إلى احد صغار موظفيه لترجمتها اولاً ثم يقراء الترجمة ليفهم المضمون مبرراً ذلك بأن الانجليزية مخالفة للرسميات وللعادات والتقاليد ثم تسمع ان ذلك الموظف يحمل الدكتوراه من فرنسا ولا يتقن الفرنسية او من المانيا ولا يتقن الالمانية فهل هناك دكتوراه بالاشارة لذا نقول: لن يصحح مسار الدراسة الجامعية العالية منها - توفر قيادة حركة العمل والانتاج فالعلم اولاً والعلم قبل العمل.

*- عن الأيام