السلطان الكثيري .. الرؤية والرسالة

2013-04-14 16:42

 

السلطان الكثيري .. الرؤية والرسالة

بقلم/ سالم عمر مسهور

 

أن كنت والسلطان عبدالله بن محسن الكثيري قد افترقنا لفترة ما لمسببات يدركها السلطان عبدالله الكثيري ويتفهمها إلا أن ذلك لم يكن عائقا أمامنا أن نتدارك ارتباطنا ببعض حول القضية الوطنية الحضرمية فإذا قدّرنا أن السلطان عبدالله الكثيري يضع نفسه في كل جانب وتيار يعمل لصالح الوطن الحضرمي فأننا ندرك مسألة أولى فيما يقدمه لصالح وطنه قبل كل شيء ..

 

التمست مؤخرا في السلطان عبدالله بن محسن الكثيري سمو فوق الخلافات وتوهج في الفكر لامس مكامن الأخطاء وعالج بجمله الدقيقة تعرجات المسار السياسي آخذا بعين الاعتبار آمال المجتمع وهموم الناس , وفي الحقيقة أن الرجل ذو نظرة بعيدة عززت آمالي بان قياداتنا الحضرمية والجنوبية أصبحت قاب قوين أو أدنى من تحقيق وحدة الصف .

 

رغم تصريحات رئيس عصبة القوى الحضرمية الدكتور عبدالله باحاج الذي فجّر مفاجأة مدوية من العيار الثقيل كما وصفت تصريحاته إعلامياً الأسبوع الفائت فأن العشم في السلطان عبدالله بن محسن بن حسين الكثيري لا زال لدى كل حضرموت وطناً ومهجراً .

 

 

لقد كان السلطان الكثيري أول من حمل قضية الوطن الحضرمية في الحادي عشر من يونيو 2011م مع رياح الربيع العربي فقدم الأساس الأول أو اللبنة الأولى للقضية الحضرمية كعمل سياسي يقدم مصلحة حضرموت العليا فوق كل الاعتبارات ، وهذا منهج سياسي مهم نفتقده في كثير من قياداتنا الوطنية جنوبية كانت أو غيرها ، منهج يقدم صالح الوطن عل مصالحه الذاتية أو غيرها من مصالح أخرى ..

 

أن ارتباطات السلطان عبدالله الكثيري بمختلف الجهات سواء قبلية أو سياسية داخلية أو دولية هي بحد ذاتها ارتباطات مهمة تسخر لصالح القضية الحضرمية التي هي جزء لا يتجزأ من قضية الجنوب والتي لا يمكن التساهل أو التفريط معها خاصة بعد تضحيات شعبنا الذي قدم قوافل الشهداء والجرحى والمعتقلين فهذا الشعب الأصيل الذي قد ضحى بالكثير من أجل قضيته العادلة منذ انطلاقة مشواره النضالي في 2007 م  ..

 

أن ما بذل منذ سبتمبر 2007م لا يمكن التفريط فيه فنضالات شعبنا في حضرموت والجنوب لا يجب المساس بها بل هي تضحيات جسيمة تضع الجميع أمام مسؤولية واحدة تتمثل في تحقيق الاستقلال وفك الارتباط الكامل مع صنعاء ، ثم إعادة ترتيب الوطن عل أساس صحيح يرفض كل ما قامت عليه الوقائع من تاريخ 30 نوفمبر 1967م ..

وأن السلطان عبدالله الذي صارحني بأنه يقدر ويثمن حديث الرئيس علي سالم البيض الذي اكد في خطابه ( مايو 2009م ) أن الدولة الجديدة سيقودها جيل الشباب ، وهذا الجيل عليه أن يدرك بأن أخطاء الماضي هي المسبب الرئيسي في هذا الواقع الصعب الذي يدفع ثمنه باهظاً شعبنا الصابر في حضرموت والجنوب ..

 

وهذا الرمز الوطني هو أنموذج تاريخي حيث تمثل استضافته لدولة الرئيس السابق المهندس حيدر أبوبكر العطاس انعكاساً لقدرته عل التفاعل مع أحداث الواقع السياسي برغم ما فيها من ترسبات ومآسي ومظالم ، ومع ذلك فأن للسلطان رؤية واضحة ترسم معالم المستقبل الوطني للجميع ، وهذا هو الأهم في التعاطي مع واقع السياسة فالسلطان عبدالله بن محسن الكثيري لن يختلف مع ما قاله دولة الرئيس حيدر أبو بكر العطاس في منزل الكثيري بالرياض في يوم 4 ابريل 2013 (بأنه لا يمكن أن تقام دولة في حضرموت على الأحقاد والكراهية والضغائن ولا مخرج لحضرموت من وضعها الحالي إلى ضمن محيطها الجنوبي) وهو سليل السلطان بدر بوطويرق الذي حكم بالحكمة والعدل والمساواة كل المساحة الجغرافية المعروفة تاريخيا بـ (حضرموت الكبرى) الممتدة من المهرة شرقاً إلى باب المندب غرباً ..

هذه الشخصية هي الشخصية الجامعة ، وهي المظلة الكبيرة التي يجب الإنظواء تحتها ، والالتفاف حولها والسير خلفها ، فحضرموت هي قضيته العادلة وحضرموت في مفهومه ليست حضرموت الصغيرة بل حضرموت الكبرى التي تلبي حاجة الوطن الكبير بآمال شبابه الكبيرة ,  فهل ترتص صفوف أبناء حضرموت والجنوب تحت هذه الراية المخلصة لوطنها ليتحقق للبلاد والعباد التحرر والأمن والاستقرار ..؟؟