يشهد العالم تغيرات سريعة في العلاقات الدولية سيما في الجوانب "التكتيكية" التي تتنافس فيها الدول لكسب المزيد من المصالح لكي تلبي طموحاتها في تحقيق الرفاه والتقدم لاوطانها وشعوبها على مدى المائة سنة القادمة والجنوب العربي جزء من هذا العالم ،ومن حسن حظه انه ضمن الاستراتيجيات الدولية التي لايمكنها تجاهله او تجاهل ما يدور ويعتمل فيه ،كما لايمكن القفز على تلك الاستراتيجيات التي هي ثوابت في العلاقات الدولية منذ اكثر من مائة سنة ،بل ان هذا الجنوب العربي وليس اية تسميات اخرى ، بات تحت المجهر للقوى الدولية العظمى ،نظرا لموقعه وتاريخه ،ووسطية شعبه وثقافته، وانتشار امتداده في اكثر من 160 دولة حول العالم ،تعايش مع ثقافاتها المختلفة واحترم تعدد وتنوع تلك الثقافات ، بغض النظر عن لغاتها واديانها ومذاهبها"والوانها..
ومازالت الكثير من الرموز الدينيه مثل الكنائس والمعابد والمقابر النصرانية واليهوديه والبوذية موجودة وشاهدة على ثقافة التسامح والقبول بالاخر واحترام ثقافته وحقوقه في عدن و في مناطق اخرى من الجنوب العربي دليل واضح على حضارية شعب الجنوب العربي .
ومهما تنكرت الاطراف اليمنية لحق هذا الشعب العربي ، مستقوية بمتطرفي الصهيو - ماسو العالمية ومستفيدة من العجز العربي، وحالت دون قيام دولة الجنوب العربي المستقلة ، بعد فشل التجارب الوحدوية في الدول العربية ،ومنها اعلان الوحدة بين الدولتين الشقيقتين الجارتين في اليمن والجنوب العربي ، فانما الى حين ولا اراه بعيدا وذلك مايفرض على القيادات الجنوبية ان توسع خياراتها سيما مع ظهور واضح للعجز العربي عن حل القضية الوطنية الجنوبية ،والأزمة اليمنية ، وان يكون البعد الدولي محل اهتمام في نشاطها لتعزيز علاقات الصداقة والتعاون "معه" وتوظيف مزايا موقع الجنوب العربي، الذي لم يكن من مخلفات الادارة التركية في الجزيرة التي تم ترتيبها في اتفاقيات مدروس عام1918م واصبحت حاليا قيد النظر في اعادة ترتيبها ، ولابد من توظيف كل تلك العوامل المساعدة لتحقيق هدف شعب الجنوب العربي في استعادة استقلاله وسيادته ، وقيام دولته على كامل خط حدودها الدولية المعروفة وفق المعاهدات والاتفاقيات الدولية منذ العهد البريطاني الذي كان وصيا على الجنوب العربي منذ عام1839م بحكم علاقات الصداقة والحماية التي وقعتها معه سلطنات وامارات الجنوب العربي التي تعد الاكثر قدما في دول الجزيرة والخليج المعاصرة.
الباحث/ علي محمد السليماني. عدن