الناس وفي مثل ما يمرون به هذه الأيام وإلى عدة سنين سابقة من ظروف قاسية ، يصعب على الإعلامي أو الصحفي أو الكاتب السياسي المتألم لأحوال الناس العسيرة ، المتوجع من كم الفساد الكثيرة ، المفتش في أفكاره ليلا ونهارا ولأوقات طويلة ، عسى أن يجد فكرة أو طريقة ما يسترسلها إلى المسؤولين المدنيين و القادة العسكريين المالكين الأرصدة والعمارات العديدة ، فيها يرشدهم أن يوجهوا ومن موقع مسؤوليتهم أعمالهم للتخفيف من مصاعب الناس الحياتية ، ويكفوا أنفسهم مما هم واقعين فيه من تسخير مسؤولياتهم للسير في طريق الفساد والرشوة لتحقيق مطامعهم الشريرة ، على ذلك الصحفي أو الإعلامي يصعب عليه وعلى من مثله ، أن يأخذ القلم أو الجوال ويكتب مادحا وملمعا لهذا الرئيس أو لهذا الوزير أو لهذا المسؤول أو لهذا القائد ، بدون وعي وبدون دراية لما سيسببه مدحه وتلميعه لأولئك المسؤولين او القادة من أذى شديد ستزيد في معاناة عامة المواطنين في خدماتهم وحاجاتهم ومستوى معيشتهم بشكل عام .
لكن وللأسف أن في مجتمعنا الجنوبي ، ونقول مجتمعنا الجنوبي ، لأنه هو الذي يخصنا أن تتحسن فيه أحوال مواطنيه ، ولأننا له وفيه نناضل ونضحي حتى ينال استقلاله ، كي نبنى فيه دولة عادلة ، نستغرب أن يكون فيه اشخاص ، في صف النضال الجنوبي ، تجدهم فيه ، ممن هم بطريقة أو بأخرى صاروا إعلاميين ، نستغرب من تحولهم مع الموجة ، ولمسؤولين وقادة لا يستحق حتى ذكر اسمهم لفسادهم العظيم الذين هم واقعين فيه ، لهم أولئك الشواذ المتمصلحين يمدحون ويلمعون.
لا نقبل ولا نريد المدح والتلميع حتى لقادتنا الجنوبيين ، ممن نرى فيهم روح التضحية والفداء بسبب معاناتهم الطويلة في النضال من أجل الجنوب ، فكيف بشخص يدعي النضال يكون قد صعد إلى أعلى قمة ، ومنها كان تطبيله مدحا وتلميعا لقادة عسكريين ومسؤولين مدنيين في حكومة ماتسمى بالشرعية ، والعجيب أن ذلك المدح والتلميع لم يكن في محله ولو بنسبة 10 بالمئة .
تبا لمن اتخمت بطونهم بسبب ما يتحصلون عليه من فتات الدنيا مقابل ما يسردونه للفاسدين من التطبيل والتلميع في زمن وأوضاع ، الناس منها تعاني مرارة العيش بسبب ممارسة سياسة التجويع .
وعجبا لقادة ومسؤولين ندر صلاح عملهم ، وندرت حسن سمعتهم ، نفتخر ونعتز بهم ، نتعجب أنهم وأمام ما اصابهم من ذلك التلميع ، نجدهم خاضعين في تحقيق رغبات وطلبات أولئك المطبلين المتمصلحين.