الوطن على الأبواب ياجنوبيين ، لاتسمحوا لأنفسكم التخاذل عنه أو التفريط فيه ، وجميعكم يعلم أن قضيتكم لم تصل إلى ماوصلت إليه اليوم لتكون على مقربة من فتح باب الاستقلال و امتلاك مفاتيح السيادة الوطنية الجنوبية إن شاء الله ، إلا بتضحيات عظيمة عبر نضالكم السلمي والعسكري ، حيث أن التهييئات الداخلية والخارجية قد أخذت مواقعها ، وهي على أهبة الاستعداد لساعة الصفر ، لهذا علينا جميعا أن نحافظ على ما استطعنا تحقيقه ، وأن نستمر بنفس العزيمة ، وبنفس الحس ، وبنفس روح التصالح والتسامح ، حتى نتمكن وبيد واحدة فتح باب الاستقلال ، الذي يجب أن يسعنا جميعا ، ونجعل الفرحة تسكن كل أرجاء الجنوب ، وتظهر الحقيقة ساطعة للعالم كله ، أن الحق الجنوبي قد عاد إلى أهله ، وأن هذه العودة للوطن الجنوبي ليست لطائفة أو لمكون أو لحزب بعينه ، وأنما ستكون لكل الجنوبيين ، لكل الطوائف ، لكل المكونات ، لكل الأحزاب التي ناضلت وأقتنعت بضرورة استعادة الدولة الجنوبية.
إذا وبعد أن رتب الجنوب نفسه عسكريا داخليا ، ومشاركا دول التحالف في حربها ضد الحوثي ، وسياسيا داخليا وخارجيا ، خاصة بعد معرفة الطريق إلى مكتب ومقر إقامة المبعوث الأممي إلى اليمن ، التي سلكها قادة الجنوب ممثلة بالانتقالي ، وطرح قضيتهم على المبعوث الأممي (جريفيث ) صار الجنوب اليوم مهيئا أكثر من أي وقت مضى للأعتراف به من قبل منظمة الأمم المتحدة ودول الأقليم ودول العالم ، التي ترسخت لديها قناعة تامة ، أن الجنوبين يثبتون للعالم يوما عن يوم ، أنهم يمتلكون القدرة الكافية في الحفاظ على مصالح الأقليم والعالم ، الأمنية والأقتصادية والتجارية ، وقادرون على حماية حدودهم وممراتهم البحرية والدولية ، ويمكن الأعتماد عليهم أن يكونوا شركاء العالم في محاربة الأرهاب بكافة أشكاله.
بعد هذه التهييئات الجنوبية العظيمة على طريق استعادة دولتهم ، لأولئك الجنوبيين المندحرين عن أخوانهم في المجلس الانتقالي الجنوبي ، نقول لهم ، أن دولة الجنوب قد هي على الأبواب ، فماذا بقي لكم من تمسككم بماتسمى الشرعية ؟ ، التي ليس لها هدف آخر غير التآمر على الثورة الجنوبية وعدالة قضيتها ، ولا تصدقوا إعلامهم ، أنهم يمتلكون القدرة على تأسيس دولة يمنية أتحادية _ حسب زعمهم _ لو كان فيهم خيرا لكان لوطنهم الشمال ، لهذا حاولوا أن تلملموا أنفسكم ، وتضعوا لكم مكان ومكانة بين أحرار الجنوب ، أكان ذلك في أطار المجلس الانتقالي أو إلى جانبه ، المهم أن تكونوا معهم وإلى جانبهم متوحدين في الرؤية والهدف.
أخرجوا من عباءة الإخوان ، وإلتحقوا بركب أخوانكم في المجلس الانتقالي ، وفوتوا الفرصة على الأعداء المتربصين ، وأنقذوا أنفسكم من البقاء مشتتين غرباء ، بلا هوية وبلا وطن ، ذليلين في أوطان الآخرين ، الانتقالي الجنوبي قد قالها لكم على بلاطة ، أن تأسيسه لم يكن للوصول إلى السلطة ، وليست مقصده ، وأن همه هو الوصول إلى الوطن الجنوبي ، الذي سيشارك سلطته جميع الجنوبيين ، والذي سيكون خيره لكافة الجنوبين ، هذا الذي يريد أن يقوله لكم الانتقالي في دعوته إلى حوار (جنوبي _ جنوبي ) ، أن الوطن الجنوبي على الأبواب ، فقط يريد جميع الجنوبين أن يظهروا برؤية وهدف الاستقلال.
على العموم الشعب الجنوبي و قيادة الانتقالي التي فتحت الأبواب على مصراعيها للتحاور مع كل جنوبي ، والذي له شكلت لجان تحاورية، مع المكونات والأحزاب ، ومع المنظمات ومؤسسات المجتمع المدني ، ومع الفرقاء السياسيين ، ومع المشايخ والأعيان ، جميعا ستغمرهم الفرحة والسرور بعودتكم إليهم وإلى جانبهم ، على ذات هدف استعادة الدولة الجنوبية.
والذي يجب أن تعرفوه آخيرا وأكيدا، أن الانتقالي وبتوفيق الله ماض في السير على بيان الثالث من أكتوبر ولا تراجع عن ذلك.