إغراق الجنوب بالمخدرات صدفة أم مخطط تنفيذاً لأجندة عفاشية بامتياز

2018-10-22 17:25
إغراق الجنوب بالمخدرات صدفة أم مخطط تنفيذاً لأجندة عفاشية بامتياز
شبوه برس - خاص - عدن

 

قال كاتب وناشط سياسي أن عملية إغراق الجنوب بالمخدرات جاء تنفيذاً لأجندة عفاشية بامتياز، ولم تكن فقط بالمخدرات بل هي ابتدأت بتفريغ المجتمع من سلوكياته: الانضباط وعدم الرشوة وغيرها من الأمور التي تم استبدالها فيما بعد بمصطلح (الدحبشة) أو (تقلبوا).

 

جاء ذلك في موضوع للكاتب "ياسر علي" تلقى موقع "شبوه برس" نسخة منه ويعيد نشره :

• يقال أن الشيطان يكمن بالتفاصيل، لكننا في هذه الحالة نجد الشيطان حاضراً وبقوة حتى على مستوى الخطوط العريضة.

 

• المتتبع لوضع الجنوب وعدن تحديدا قبل الوحدة سيجدها مجتمعاً منضبطاً تماما، لكن ما حدث بعدها كان تنفيذاً لأجندة عفاشية بامتياز، لم تكن فقط بالمخدرات بل هي ابتدأت بتفريغ المجتمع من سلوكياته: الانضباط وعدم الرشوة وغيرها من الأمور التي تم استبدالها فيما بعد بمصطلح (الدحبشة) أو (تقلبوا).

 

• هذه الممارسات ابتدأت لتدك المجتمع من الأساس ليسهل عليهم فيما بعد تمرير باقي مشروعهم ومخططهم، ضربوا التعليم بالتوازي مع انهاك عدن في دوامة الاحتياج ليُدفع بالشباب الى سهولة تبنيهم اي اعمال مقابل الحصول على اللقمة، فالفقر هو بيئة خصبة لالتقاط هؤلاء الشباب ليسهل تجنيدهم وتشكيلهم لاستخدامهم كأدوات فيما بعد لتنفيذ هذا المخطط بقصد او بدونه.

 

• فالظواهر السلبية المنتشرة في الجنوب تحديدا، والتي اكتسبت طابع (المجتمعية) تمت بفعل موجه ومدروس للغاية، اي انها كانت سياسة نظام بأكمله، تترابط خيوطه وتتشابك لتنفيذ سياسة كان مختصرها (تجهيل شعب واغراقه في مستنقع التخلف).

 

• كان الهدف من كل تلك الممارسات سياسياً، هم كانوا يدركون ان استفاقة الجنوب تعني مطالبتهم بالدولة، لذا حرصوا على تفكيك المجتمع وتعميق الشرخ وتفريغه من كل القيم الاخلاقية لينتج لنا جيل مفكك يسهل تطويعه بأصبع حشيش او كأس خمر أو قطعة سلاح ..الخ.

 

- هل الحملات المجتمعية حل للقضاء على هذه الظواهر؟!

 

• الحملات المجتمعية بالتأكيد ذات قيمة للتوعية، لكنها أشبه بمن يحاول عبور محيط متلاطم الأمواج بقارب من ورق، المخطط كان واضحا بعد تحرير عدن، هو استمرار تلك السياسة التي اثبتت نجاحها طوال ٢٥ سنة، وهم خافوا من تلك الصدمة الأخلاقية التي نهضت بالمجتمع واعادت لحمته (مقاومة غزو الحوثي) لذا فانهم سيستمرون بحربهم معكم الى مالانهاية.

 

• الحل الأنجع والعملي يبدأ بقرار سياسي جديد، لتسخير كل امكانات الدولة، وبقيادة مخلصة تحمل على عاتقها حماية شعب الجنوب، والنهوض به مجددا، وقطع ايادي أولئك السياسيين الذين يتحكمون الآن بالقرار، ويستمرون باغراق الجنوب وعدن تحديدا بمثل هذه الظواهر، فاستمرار الأزمات هو ضمان بقاءهم في مناصبهم، وبزوالها تهتز عروشهم ويفقدون كل مصالحهم.

 

- الم يحن الوقت لنتخلص من كل هذا؟! وهل نجد من يتقدم ويتصدى لهذا العبث!! ام سنستمر في هذه الدوامة إلى الأبد؟!

 

*- #ياسر_علي : كاتب وناشط سياسي