الجنوبي و سياسة الأمر الواقع

2018-10-11 06:53

 

عزيزي المستشار انور الرشيد

تحياتي لك، و اسمح لي ان اعلق على عجالة عن موضوعك هذا اليوم العاشر من اكتوبر 2018م.

عند الحديث عن مبدأ السيادة و حق الانفصال، لابد من التمييز بين مفهومين:

-     سيادة الشعب

-     سيادة الدولة.

 

ثم ما هي قانونية و مشروعية التمتع بحق الانفصال بالنسبة لاقاليم الدولة، إن كانت دولة فيدرالية.

فمبدأ سيادة الشعب،  والذي تضمنته الغالبية العظمى من الدساتير المعاصرة، يعني استقلال الشعب و حقه الحصري في اختيار نمط حياته استنادا الى موروثه من التقاليد و الاعراف و القيم الثقافية.

 

و يبدو مبدأ سيادة الشعب في علاقة جدلية مع مبدأ سيادة الدولة باعتبارها الاطار الذي يبدو مفهوم الشعب بدونه منقوصا ، تماما مثلما يبدو مجتزءا مفهوم الدولة ذاتها دون وجود العنصر الاهم في في هذه المعادلة، وهو الشعب.

-     اذا كان تفعيل مبدأ سيادة الدولة يتم من خلال فرض السلطة، مع كل ما يترتب على ذلك من فرض لنظام الدولة و قوانينها على كامل ترابها.

 

-     بالمقابل يكون تفعيل مبدأ سيادة الشعب ان يتم من خلال ما بات يعرف في الادبيات السياسية و القانونية بالديمقراطية المباشرة (الاستفتاء و الانتخابات بكافة مستوياتها و غيرها من الانشطة...).

 

-     أو بالديمقراطية غير المباشرة ، اي من خلال اجهزة الدولة المشكلة من قبل المواطنين بصورة مباشرة او غير مباشرة على اثر الاطاحة بالانظمة السياسية نتيجة الثورات و الانتفاضات الشعبية.

لهذا يا صاحبي كل ابناء الجنوب يتمنون ما تتمناه انت من إنفصال الجنوب، و لكن ليس التخلص من الإحتلال الشمالي، لأننا حسب دستور الجمهورية اليمنية كتّفونا بالمادة الأولى من الدستور التي تقول: " الجمهورية اليمنية دولة عربية إسلامية مستقلة ذات سيادة، و هي وحدة لا تتجزأ و لا يجوز التنازل عن أي جزءٍ منها، والشعب اليمني جزء من الأمة العربية والإسلاميــة. "، و لهذا نرى كيف كان عفاش يتوقع ثورة الجنوبيين على وحدته و المطالبة بالانفصال، لهذا لا يمكن الانفصال الا بتغيير هذه المادة حتى يكون الجنوبيون اصحاب حق بالقانون، حتى و ان كان شعب الجنوب يؤمن بأن الوحدة انتهت بعد حربين غاشمتين قام بها الشماليون ضد الجنوب في 1994 و في 2015م.

 

الخلاصة:

ـــــــــــــــــــ

من حق الجنوبيون اتخاذ الديموقراطية غير المباشرة و ذلك بالانتفاضة الشعبية و فرض الواقع الصحيح ضد الدولة الفاشلة و الفاسدة بالأدلة الدامغة، و هنا على اشقائنا في دول التحالف و في الأمم المتحدة الإعتراف بالأمر الواقع، على ان الجنوبيون اصحاب حق على ارضهم، و يفرضون سياسة الأمر الواقع على سيادتهم على الأرض، و هنا لا يمكن لأحد ان ينتزع منهم هذا الحق.

لن اتحدث عن فقرتك الأخيرة لانها تمثل لي انا خاصة لغزاً لا اعرف له حل، و هو وجود اكبر ارهابي يمني من تنظيم الأخوان المسلمين نائباً لرئيس الجمهورية.

 

الدكتور علي محمد جارالله

10 أكتوبر 2018