تقرير الخبراء ... وجعك منك وفيك

لي ثلاث كلمات سريعة حول تقرير فريق الخبراء الصادر يوم الثلاثاء الماضي والذي سيقدمه المفوض السامي لحقوق الإنسان الى اجتماع مجلس حقوق الإنسان الأممي في جنيف يوم 27 سبتمبر القادم  :

1- أريد تذكير الغافلين بأنني حينما شاركت في فعالية منظمة حق قبل شهر حول السجون السرية والتعذيب وقمت بتحليل ماورد في تقرير ماجي مايكل لوكالة الأسوشيتد برس ثم نشرت ما فيه من تلفيق وتناقض واستهداف وحذرت من استعمال قضية حقوق الإنسان للضغط والابتزاز فقد ثار كتبة الحكومة ومنتفعيها حينها نفس ما أوردته التقارير المشابهة لتقرير الأسوشيتد برس ويكيلها فوق رأس الحكومة نفسها مما جعل بن دغر يصرخ اليوم بأن :

" ‏التقرير الصادر عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن اليمن الذي صدر يوم الثلاثاء الماضي، أعتمد على تقارير مضللة وكاذبة ومزيفة، وإن فقراته تفتقد إلى الحيادية والمهنية . "

فأين كتبة الشرعية ومنتفعوها ليعلقوا على ما قال كبيرهم الذي علمهم السحر ؟

2 - كشف تقرير المفوض الأممي هزالة نشطاء الشرعية والتحالف العربي ودبلوماسيي الشرعية وأكد ما يقال عنهم بأنهم بضاعة فيد وتقاسم سلطة وأموال ومتخندقون ضد بعضهم البعض كل يرفع تقاريره الكيدية على الآخر بينما الحوثة منشغلون ومنكبون عليهم جميعا بكل جد واجتهاد ولا يألون جهدا في التواصل مع المنظمات والأروقة الدولية لإيصال رسالتهم إليها بل والإستناد الى تقارير نشطاء الشرعية والتحالف العربي ضد بعضهم لإثبات طروحاتهم على طريقة وشهد شاهد من أهلها .

3 - بالنسبة للنشطاء الجنوبيين فقد دلل التقرير بأنهم يحتاجون الى عشر سنوات من الخبرة والتدريب لكي يصيروا في مستوى الحرفية الحالية لنشطاء الشمال فبينما نجد الناشط الشمالي محكوما في نشاطه بالولاء لمؤسسته السياسية والأيدلوجية ومصلحة الشمال فإننا نجد الناشط الجنوبي مهموما في نشاطه بالولاء لمؤسسة التمويل ومصلحته الشخصية الخاصة والباقي تفاصيل .

وأخيرا فإن المهم في الأمر إنه بالقدر الذي كسب الحوثة الجولة في هذا التقرير بسبب كفاءة ومهارة كوادرهم فإنه قد كسبها أيضا وبقدر أكبر بسبب هزالة أدوات الشرعية والتحالف العربي وفلسفة إلهف واجزع الطريق  .