تساؤل طرحه الأستاذ الكريم علي بن شنظور ..وهو امتداد لتساؤلات يتساءلها كثيرون.
لو وقفت الحرب فما مدى إمكانياتنا لفرض أمر واقع في الجنوب ؟
هذا يتطلب معرفة ماذا نملك من لواصق الاستقلال الأول التي فرضوا بها الاستقلال فقد كانت موجودة ولاء الإدارات ، الجيش الأمن البنك العملة الاعتراف الدولي والاقليمي...الخ .
✅ باديء ذي بدء اثبتت الثورة الجنوبية رغم كل ماتعانية أنه إذا لم يتم حلها كما هي افاقها ، عبر محاصرتها وافقارها ومنعها من الاتصال بالعالم وفرض شروط " بقرة بني اسرائيل "على تمثيلها او بتنصيب "بو" يمثلها ، فإن لا حلول للقضية اليمنية كاملة، وان مفاوضات غريفيث ستكون امتداد سخيف لمفاوضات بن عمر !! مع فارق الدهاء البريطاني الذي ثمنه أنهار دم ثم الوصول لمحطة اخرى!!
ورغم ذلك فإن واقعنا جدير بالاستقراء الموضوعي الناقد لنصل لهدفنا.
✅ السلمية في ثورتنا لا تشبه السلمية في ثورة الهند التي كان لها حزب ورمز يقودها ، بل فيها من عوامل فشل الربيع العربي بأنها في كل مرحلة استحقاق قيادي ، تتكالب عوامل لإفشاله، أما لأنه نخبوي ، أو أنه لابد أن يراضي كل من خطب أو القى قصيدة في حشد شعبي فجعلها استحقاق قيادي لا يجب تجاوزه.!!
✅ وعليه فالاستقلال ممكن أن يأتي عبر تحالفات دولية وإقليمية ، كحل من حلول الحرب المستعرة ، كالحال في البوسنة وكرواتيا وكوسوفا في البلقان .
وتحقيق ذلك مرهون بما حققت نخبنا في هذا المسار!!.
✅ إن لم تأت بذلك ، فهناك نضال طويل وواسع وعميق امام النخب الجنوبية محليا واقليميا ودوليا ، التي للأسف لا ترى أغلبها مكانا للعمل وخدمة الجنوب إلا أن تكون في الواجهة ، وهو الصراع القديم الجديد للنخب الجنوبية منذ مفاوضات السلاطين لتحقيق اتحادهم !! والحقيقة أن اس الصراع في الجنوب الان بين نخب محافظتين!! ألقى بظلاله على الجنوب كله وهو مؤشر ليس لمصلحتهما ولا لمصلحة الجنوب فهناك قوى تتربص بالجميع !!!
✅ اثبتت النخب الوطنية الجنوبية كلها انهم مقيدون في العمل السياسي ب"مع أو ضد" ، فلا مكان في فكرهم السياسي للمنطقة المظللة التي هي لون ومكان التوافقات في حال التناقضات. ولكل مخاوفه التي ما تسامت لتصل قريبا من إجماع .
✅ من أصواتهم مرتفعة بوحدة الصف الجنوبي ، تشم انها من خلال "موطنة" مناطقيتهم!!!! .. مع أن القبلية والمناطقية هي طبيعة مجتمعنا ومؤسس الوعي في الجنوب واليمن والجزيرة ، وهي دلالة تنوع وثراء أن تم توظيفها كمنظومة نظام وليست كنسق تعصب كحال توظيفها هذه الأيام في كتابات منصات التواصل الاجتماعي .
✅ لم تستقريء تلك النخب الواقع الجنوبي ، وانه هناك استبعاد سياسي على خلفية مناطقية لمحافظات او اجزاء من محافظات خلال التجارب الجنوبية الماضية لابد من معالجته ، استبعاد استفادت منه احزاب اليمننة حتى الآن وستستفيد منه وستوظفه لمشروعها .. وسنجد من يقول لماذا المكون الفرعي في محافظة ما شذ واهدافه ضمن اهدافنا..المسالة ليست أهداف فقط بل حوامل محلية للاهداف ايضا!!
ورغم ذلك فلكي نصل للهدف لابد ان يتوافق أوسع طيف جنوبي مؤثر
✅ ان لنجاح الاستقلا عوامل داخلية وخارجية :
فلتحقيقه داخليا هناك قوتان في المجتمع :
❗قوة كبيرة ناعمة فارغة من القوة
❗قوة خشنة صغيرة مليئة بالقوة
فماذا نملك في كل منهما؟
✅ نملك قطاع واسع وعريض في القوة الشعبية لكنها مهما كبرت واتسعت فهي قوة ناعمة حتى لو شكلت 80%
وأعداء مشروع الاستقلال لا يريدون له أية قوة إلا هذه القوة التي يستطيعون تشتيتتها بالدعايات والإشاعات السوداء وزرع المناطقية وأثارت العصبيات ، وبالاضطرابات الأمنية ، وبالخدمات ، والرواتب ، والفساد .. الخ مما يمارسونه عليها الآن لتشتيتها عن مشروع الاستقلال . وقد تكون قوة القمع المفرطة خيار استراتيجي لقمعها في مرحلة ما ، واعتقد ان تجربة ميدان النهضة ورابعة العدوية صارت نموذجا لقمع السلميات مهما اختلفت عناوينها !!
لذا على مشروع الاستقلال أن يعد بدائله أن لم تكن جاهزة!!
✅ القوة الخشنة المليئة بالقوة ، وهي ليست كبيرة لكنها قوية وصلبة وهي الوجود القوي في مفاصل الدولة في القوات المسلحة والشرطة ، والمال والنخب المالية والتجارية وهذا المجال مسيطرين عليه عبر الفساد وتجارة النفوذ والسلطة ، والإعلام يجب قياس مدى نجاح مشروعنا في هذا المجال وكذا التواجد.في القضاء والاقتصاد..الخ ..
✅ فماذا يملك مشروعنا من هذه القوة القوية فيها أو من اختراقات فيها ؟ في ظل لجوء أطراف للشحن المناطقي !!
نراهن على المقاومة ، وهي تعرضت لتهميش وفتن وزرع خلافات بعد الانتصار ، وتم استغلال الظرورف المالية والمعيشية لقطاع واسع منها ، ونراهن على النخب والاحزمة الأمنية وغيرها من المفردات الخشنة
لكن هناك تساؤل جدي
هذه المفردات التي دعمها التحالف أو بعضه واغلب منسوبيها من المقاومة ، هل هي مشاريع جنوبية من أجل الجنوب ، أم أنها مشاريع جنوبية للتحالف أو لبعضه في الجنوب من أجل تحقيق اهدافه في الحرب ؟
✅ هناك قوى خشنة قوية اقليمية دولية وتتمثل في النجاح السياسي والدبلوماسي لإقناع العالم منها :
✅ منها الأمم المتحدة وجمعيتها العامة للأمم المتحدة وكذا المنظمات المتفرعة عنها ، وكذا المنظمات الإقليمية وأيضا مراكز الدراسات الاستراتيجية التي يعتمد عليها صانع القرار الدولي ، وكذا لوبيات المال والنفط الدولية ..فما مدى عملنا فيها بجدوى مشروع استقلالنا دوليا واقليميا يضاف لذلك المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية فصوتها مسموع أو على الأقل توظفه الدول المؤثرة لإنجاز ونجاح المشروع الذي تقتنع به.
✅ هنالك نخب جنوبية لها ارتباطات وعلاقات إقليمية سواء مع المملكة أو الإمارات أو قطر أو إيران ، ولكي تعرف هل هي وقضيتها مجرد استثمار تكتيكي لتلك الدول أم انها وقضيتها خيار استراتيجي ، فان الفرق يقاس بما تسهله تلك الدول من مساعدة تلك النخب في اقتحام تلك الدوائر والمؤسسات الدولية والاقليمية. ..الخ
✅ فماذا نملك من ذلك ؟
اذا استطاع مشروع الاستقلال أن يمتلك 50% أو حتى اقل، فإن الشارع حينها سيكون قوة غالبة
✅ ستثير اليمننة كل الشبهات لمنع مشروع الاستقلال من الاقتراب من تلك المجالات .
لذا يتطلب الأمر وضع استراتيجية ذات قدرات وعلاقات للوصول إلى مكامن تلك القوة وكسب ماتستطيع لصالح مشروعنا
فهل لدينا هذه الاستراتيجية أم أننا لا نحسن إلا الصراع على الواجهة!!!؟
صالح علي الدويل