من المفيد هنا وفي هذه الملاحظات السريعة أن نذكر جميع المتابعين والمهتمين بقضية المشاورات القادمة التي يحضر لها من جانب الأمم المتحدة وعبر وسيطها الدولي مارتن غريفيث والتي سيتوقف على نجاحها الإنتقال إلى مرحلة ( المفاوضات ) بالإشارة إلى النقاط السريعة التالية :—
1— لقد جرت كل المشاورات والمفاوضات السابقه من جانب الأمم الأمم المتحدة والتي أختزلت الوضع في اليمن بين ثنائية الشرعية والإنقلاب وبالتالي فأن المشاورات واللقاءات التي تمت وستتم لاحقا مع بقية القوى والشخصيات لا تخرج عم هذا الإطار والمحكوم بقرارات مجلس الأمن وبمضامينها المعلنة والمعروفة للجميع والتي أكدت على ضرورة حل النزاع بين طرفي (الأزمة) في اليمن ووفقا للآليات المتدحرجة والمتتالية التي قدمتها حتى الآن ووفقا لتحرك وتطورات الأوضاع على الأرض ومؤشراتها المختلفة..
٢ — أن الدعوة لمشاركة بعض القوى والشخصيات الوطنية أكانت جنوبية أم شمالية — مع وجود أجندات مختلفة ومتعارضة — لا تخرج عن هذا الإطار بحثا عن إجماع ورضا هذه الأطراف على ما طرح وسيطرح من جانب الأمم المتحدة بشأن عملية التسوية التي مهدت وتمهد لها عبر مبادرات وصيغ مختلفة للحلول التي ستضمن النجاح للتسوية النهائية وهي بذلك تضمن أو تهيء المناخ المناسب الذي يضمن عدم إعتراض أي طرف من الأطراف بعد أن يجد ولو حتى إشارات تنسجم وموقفه وهدفه وآماله على ما ستتضمنه الوثيقة والقرارات النهائية أن توقفت الحرب أصلا وتحركت العجلة بهذا الإتجاه ودون معوقات وبتوافق كامل بين القوى الإقليمية والدولية بدرجة رئيسية ؛ لأن كل الأطراف الداخلية تقريبا قد فرض عليها ذلك وقبلت به ولأسباب ومبررات مختلفة ومتفاوته من طرف لأخر ولكن النتيجة واحدة الا وهي فقدان القرار السيادي المستقل مع الأسف الشديد !
٣ — أن القفز على هذه الحقائق أو تجاهلها أو عدم الإكتراث بها سيكون ضارا بمن يتخذ مثل الموقف الذي ليس له مكان في سياسة المفاوضات والتسويات السياسية والتاريخية الكبرى كما هو حالنا في الجنوب ..
٤ — لا شك بأن اللقاءات ومشاورات الإستماع التي يجريها الممثل الأممي مع أطراف وشخصيات جنوبية أمر مهم للغاية لجهة إيصال الموقف الجنوبي ووضع الأمم المتحدة أمام الحقائق التي يستند لها هذا الموقف سياسيا ووطنيا وتاريخيا ؛ولكن ذلك ليس بديلا عن إنتزاع موقف صريح ومعلن بشأن قضية الجنوب من جانب الأمم المتحدة أكان ذلك عبر عملية إختراق لجدول وخطة الأمم المتحدة بشأن التسوية وجعل قضية الجنوب حاضرة على طاولة المفاوضات وبالصيغة التي لا تكون فيه هامشية أو مرحلة أو الإكتفاء بجمل وعبارات مبهمة ومطاطة في وثيقة التسوية وقابلة للتفسير والتأويل وبأكثر من معنى ..
٥ — ولأن الأمر كذلك فأن النجاح في ذلك سيتوقف وإلى حد كبير وحاسم بالموقف الجنوبي الموحد وهو ما يعني ويستلزم بالضرورة إجماع الجنوبيين على هذا الموقف والتوافق على سقف الحل المراد الوصول إليه جنوبيا على أن يتم الإتفاق على آلية وطنية مناسبة لتحقيق ذلك ضمانا لموقف فاعل وقوي في هذه التسوية وبحث كل الضمانات التي من شأنها حل قضية الجنوب حلا عادلا وشاملا يرتضيه ويقبل به الشعب الجنوبي صاحب القول الفصل فيما يخص مستقبله وتقرير مصيره بنفسه ودون وصاية أو إجباره على ذلك وبأية صيغة كانت وتحت أية مبررات تقوم على التدليس أو التسويف ..
٦ — ولضمان النجاح والإنتصار لقضية الجنوب العادله فأن البداية الحقيقية تكمن في إزالة كل أسباب التوتر ونزع فتيل الفتنة التي تطل برأسها بين حين وأخر وبدوافع وأسباب مختلفة وتغذيها وبكل الوسائل الشريرة والدنيئة أطراف معروفة بعدائها للجنوب وقضيته وتتحين الفرصة للإنقضاض على الجنوب وهزيمة كل الجنوبيين بمن فيهم أولئك الذين يعتقدون بأنهم خارج دائرة الخطر !
أن مواقف الرجولة والرجال التي تتجسد من خلالها الوطنية الحقه والشعور بالمسؤولية الوطنية العالية مطلوبة اليوم وأكثر من أي وقت مضى لإنقاذ الجنوب والجنوبيين معا مع يتطلبه ذلك من تقديم التنازلات المتبادلة والفهم والتغهم لمخاوف الأخر وإزالة الشكوك العالقة في النفوس كطريق آمن ومضمون لبناء الثقة المتبادلة وبآسرع وقت ممكن وقبل فوات الآوان !!
صالح شائف