مع الأسف يتم استغلال شبكات التواصل الاجتماعي - وقد حولها البعض إلى منصات سياسية ودعائية وتحريضية بامتياز - وعلى نطاق واسع وبصورة غير مسبوقة.
بل وتزداد أعداد من يستخدمونها بهدف تمرير (مواقفهم) والترويج لأجنداتهم السياسية التي تتعارض مع المشروع الوطني الجنوبي بشكل أو بآخر؛ وبطرق لا تمس للحقائق بصلة؛ بغية التأثير السلبي على وعي الناس ومواقفهم من قضايا وطنهم في مرحلة دقيقة وحساسة؛ يواجه فيها الجنوب تحديات مصيرية تضع قضيته على مفترق خطير.
فيلجأ البعض وبكل ما لديه من قدرات لإثارة الشكوك حول أية نجاحات تتحقق لصالح الجنوب وبأي صورة كانت؛ وبغض النظر عن نسبة الخطأ وسوء التقدير الذي قد يرافق هذه الخطوة أو تلك.
والهدف هو الإرباك وخلط الأوراق وإثارة البلبلة وتشويه كل ما لا يخدم مشاريعهم (الخاصة) حتى وإن كان ذلك في مصلحة الوطن والشعب؛ لأن مصالح البعض مع الأسف الشديد تتقدم على مصلحة الجنوب وقضيته الوطنية.
وهي المواقف التي تتم بدوافع وخلفيات متعددة؛ وربما بالرغبة عند البعض بتصفية بعض الحسابات القديمة؛ وجميعها تباعد بين أصحابها وبين ما ينتظره شعبهم منهم في هذه الظروف التي لا تحتمل كل ذلك.
ونحن هنا لا نقف أبدا ضد أي شكل من أشكال ممارسة النقد الموجه للمجلس الانتقالي الجنوبي أو لأي كيان وطني جنوبي آخر؛ بل نقف وبشدة ووضوح مع كل نقد بناء ينشد التصحيح الجدي والشجاع والتصويب المستمر؛ أو الدعوة للتقييم المسؤول لكل خطوة وطنية بغية تجنب السلبيات والأخطاء؛ فلا يخلو أي عمل وطني من حدوثها؛ وتعظيم النجاحات والمكتسبات الوطنية.
فبالنقد الموضوعي الهادف نستطيع وبمسؤولية وطنية وأخلاقية؛ أن ننتصر لقضية شعبنا ونحصن طريقها إلى النجاح بعيدًا عن المعارك الجانبية التي يختلقها البعض؛ ونضمن عدم تعثرها أو مراوحتها في نفس المكان؛ ففي ذلك يكمن الخطر الجدي الذي لا ينبغي أن نقع فيه.