تثور أشكالية الهوية في المنعطفات التاريخية الحاسمة و في لحظات التحول الكبرى حيث تصبح الهوية شعورا بالانتماء العاطفي الى بقعة جغرافية ذات تاريخ مترابط بثقافة محلية تشعر الفرد بالانتماء اليها..... ونحن في اليمن وفي الجنوب بالذات قامت النخبة السياسية الحديثة بالعمل على طمس الهويات السابقة المحلية التي دامت لقرون اعتقادا منها بان ذالك يخدم الوحدة الوطنية العامة.
واليوم وفي ظل تفجر الحروب والنزاعات المختلفة تبرز الحاجة الى أعادة قراة التاريخ لإعادة صياغة مستقبل البلاد بما يتوافق مع مصالح الناس ورغبتهم في تجاوز العقبات الراهنة والتجديد والتطوير والمضي نحو المستقبل من خلال بعث وتنمية الهويات المحلية المتاصلة بوجدان المواطن التاريخية والاعتراف بها و تقسيم البلاد سياسيا وفق تلك التقسيمات الضاربة أطنابها في التاريخ
ان الصراعات المناطقية والقبلية الدامية التي أعترت دولة الجنوب السابقة (1990-1967م) كانت بسبب تجاهل التاريخ والهويات المحلية عند التقسيم الاداري للجنوب وهذه الصراعات منها العلني والاخر مستتر داخل كل محافظة جنوبية مما يستوجب الاعتراف بالحق والرجوع اليه من خلال تقسيم الجنوب الى ( 11) محافظة حسب التقسيم التاريخي المحدد بالخريطة أدناه عشية استقلال الجنوب على أن يتم تسمية كل محافظة بمعلم جغرافي وتاريخي بارز وليس بالاسر الحاكمة السابقة وهي كما يلي :-
1) المهرة وسقطرى وهذه المنطقة لها ثقافتها الخاصة ولغتها المتميزة
2) بلاد القعيطي وهذه المنطقة تشمل ساحل حضرموت والهضبة الحضرمية
3) بلاد الكثيري وهذه المنطقة تشمل وادي حضرموت والاودية المتفرعة منها
4 ) بيحان وهذه المنطقة تشمل واحة اودية بيحان التي تفصلها 200 كيلومتر عن عتق
5) بلاد الواحدي وهذه المنطقة تشمل جميع الاودية من صحراء عياذ الى ساحل عرقة وبالحاف
6) بلاد العوالق وهذه المنطقة تشمل جميع المناطق من صحراء ال سحاق الى ساحل احور
7) بلاد يافع وهو مااصطلح عليه تاريخيا بلاد سرو حمير وهي تشمل جميع مكاتب يافع العشرة
������ بلاد دثينة وهي تشمل جميع مناطق دثينة من مكيراس حتى شقرة وزنجبار
9) بلاد لحج وهي تشمل جميع المناطق بين عدن وتعز بما فيها الضالع وردفان وغيرها
10) بلاد الصبيحة وهي المنطقة الواقعة من باب المندب حتى راس عمران
11) عدن وهي المدينة التاريخية بامتدادتها الحديثة حتى راس عمران وصبر والكود
أن الرجوع الى الحق فضيلة والتمادي في الباطل رذيلة....... والحق يكمن في العودة الى التاريخ والجغرافيا المحددة للهويات المحلية والاعتراف بها وإعادة التقسيم الاداري للجنوب حسب أرثه التاريخي والجغرافي و أدخال نظام البلديات لكل مدينة وقرية وتسليم كل بلاد لاهلها و توطيد النهج الديمقراطي الفيدرالي الامر الذي سيقضي على الصراعات المناطقية والقبلية العلنية والمستترة التي تنذر بعواقب وخيمة على مستقبل البلاد والعباد
قد تكون هذه خطوة الى الوراء في نظر البعض ولكنها خطوة ضرورية لاخماد نار الفتنة الظاهرة والمستترة التي تعم محافظات الجنوب منذو التقسيم الاداري المتعسف للهويات المحلية والذي أقدمت عليه دولة الجنوب السابقة و ستلبي مثل هذه مصالح الناس في الاستقرار والتنمية ..... ان أستدرك العلاج بخطوة الى الخلف قرار صائب وحميد فالمثل الشائع يقول ان السهم يحتاج ان ترجعه الى الوراء لينطلق بقوة الى الامام ..... فهل يفعلها الساسة لانقاذ الجنوب من الحروب والصراعات القبلية والمناطقية التي تنهش الجسد الجنوبي? ????
*- عبدالله راشد مسرور أكاديمي ومثقف من أبناء شبوه