منذ سنوات كانت هناك خطة ممنهجة لتدمير الامن العام مارستها قوات المنطقة العسكرية الاولى لتنفير الاجهزة الامنية عن اداء واجباتها ليخلى الجو وتنفرد المنطقة الاولى بادارة الملف الامني ، فعند خضم ارتفاع معدل الاغتيالات للكوادر الامنية بحضرموت بين عامي 2011-2014 م التي تقيّد ضد تنظيم القاعدة الارهابي كانت تصل الى ادارات الامن العام وبحثها الجنائي برقيات من استخبارات المنطقة وعمليات وزارة الداخلية مفادها ان مواكب من عناصر القاعدة انطلقت من محافظة ابين او شبوه وهي في طريقها الى وادي حضرموت .
تسآءل حينها ضباط وافراد الامن العام أين الطيران الحربي ليقوم بقصف تلك المواكب قبل وصولها الى الوادي ؟؟؟ واردفوا كيف لنا ان نتصدى لتلك المواكب الارهابية التي تمتلك من الاسلحة والعتاد مالا تقتنيه ادارات الامن ؟! وكيف تسمح الاحزمة الامنية المحيطة بالمدن الرئيسية بالوادي - التابعة لقوات المنطقة الاولى - بتسلل عناصر التنظيم لتنفيذ عمليات الاغتيال والتصفية ، ولمواكبه القتالية باقتحام تلك المدن .
خلص اؤلئك الضباط والافراد من منتسبي الامن العام الى ان الهدف من تلك البرقيات بث الخوف في اوساط الاجهزة الامنية ووضعهم امام خيارين :
- فاما الهروب من مقراتهم الامنية .
- واما المقاومة غير المتكافئة ضد تلك المواكب القاعدية مثلما حصل لافراد إدارة المرور بوادي حضرموت في الليلة المسماه بـ " غزوة سرقة البنوك " بتاريخ 23 / مايو /2014 م .
لم تكتفي المنطقة العسكرية الاولى بذلك القدر من الترويع للاجهزة الامنية المحلية - إذ تفترض طبيعة الحال التنسيق بينهما لا ان تقصي احداهما الاخرى- إذ قامت الشرطة العسكرية منتصف العام 2014م بالسيطرة على مركز امن مديرية سيئون وادارت عملها منه لفترة عشرة ايام الامر الذي جعل افراد الامن يعزفون عن الدوام بالمركز ، وافادت حينها مصادر امنية وناشطون ان ذلك اتى على خلفية قيام افراد امن المديرية باعتقال مشتبه من سوق سيئون العام لقيامة بمحاولة اغتيال ضابط امن بمطار سيئون الدولي .
الى اليوم لا زالت الشرطة العسكرية التابعة للمنطقة الاولى تهيمن وتتولى وتتدخل في كل القضايا بما فيها الحقوقية والاراضي وحتى الخلافات الشخصية وهو امر لا يخفى على قاطني مديرية سيئون فهل يخفى ذلك على البعثة العسكرية لقوات التحالف العربي التي تقطن معسكر الجيش في مدينة سيئون ؟!
ومن الاساليب الاخيرة التي مارستها المنطقة الاولى انها تدفع بضباط حضارم تابعين لقوتها وفرضهم على قيادة الامن العام وفي غير نطاق تخصصاتهم ليكون الامر الاول " للاولى " التي تتغنى في المكاتب والاروقة بفشلهم وهو الناتج الحتمي لتولي حامل ماجستير او اعلى الدورات في الصواريخ والمدفعية لمنصب مدير امن او نائب او مباحث ، فالامر يتطلب معرفة شرطوية كاقل تقدير مع احترامي للجميع .
اتذكر ماقاله احد ممثلي القوى السياسية التي ذهبت قبل يوم واحد من تسليم مدينة المكلا لتنظيم القاعدة للقاء قيادة المنطقة العسكرية الثانية للاطمئنان على الاوضاع العسكرية وحرصاً منهم على سلامة المدينة ، فابلغتهم القيادة ما مفاده ان قواتها تشعر بالثقة المنزوعة بينها والمجتمع في مدينة المكلا وساحل حضرموت وبالتالي فهي لن تدافع عن اناس لايثقون فيها ولا يشكلون لها حاضنة وملجأ . ودخل تنظيم القاعدة للمدينة وتم فرار افراد المنطقة الثانية ومن ثم توزيعهم على المنطقة العسكرية الاولى سيئون والمنطقة الثالثة مارب .
من أجل كل ذلك تداعى المجتمع المدني وقواه السياسية والوطنية بوادي حضرموت لتنظيم الوقفات الاحتجاجية السلمية للمطالبة بضبط الامن والسكينة من خلال اسناد المهام الامنية والعسكرية لقوات النخبة الحضرمية فـ لن يكون من هو احرص على امن حضرموت سوى ابناءها .
نأمل ان تجد الرسالة الحضرمية تجاوباً من الرئيس هادي واللجنة الثلاثية المشتركة لقوات التحالف العربي العاملة في البلاد .
*- جهاد نصير