تضليل إعلامي ضد الإمارات

2018-07-09 08:20

 

منذ أن وقعت الجنوب في أزمة الوحدة مع الشمال وتلتها محنة الحرب الأهلية صيف عام 94م وسقوط الدولة في الجنوب.. منذ تلك الأيام التي تمددت على مدى ربع قرن من متاهات القمع والحراك ودعوات للتصعيد والحوارات والثورة والاستقطابات والأجندات الإقليمية والدولية، وجد الجنوبيون ملاذاً وحاضناً في دولة الإمارات العربية المتحدة.. كانت الإمارات ومازالت بناءة في استيعابها للقضية الجنوبية، مؤيدة وداعمة وضامنة لاستعادة حقهم المسلوب، وداعية للتمسك بالقواسم المشتركة بين عموم الجنوبيين، ومساهمة حاضرة في اللحظات الأكثر حرجاً التي نعيشها.

 

تدخلت الإمارات ضمن التحالف العربي الذي تقوده السعودية لاستعادة الشرعية باليمن، وعملت على التوازن في مشاركتها بين العسكري والإنساني من خلال تقديم الإغاثة في مجال الصحة والتعليم والتغذية، حيث صنفت من قبل الأمم المتحدة في المرتبة الأولى عالميا في تقديم المساعدات لليمن، وتبلور هذا الدور بوضوح بعد استعادة العاصمة عدن والمناطق الجنوبية، حيث تم التركيز على إعادة المرافق الحيوية وبناء القوات الجنوبية وكل الاحتياجات الأخرى المصاحبة.

 

وفي غضون ذلك مُورس على دولة الإمارات تضليل إعلامي جائر، والمتابع لقناة «الجزيرة» والقنوات الإخوانية ووسائل إعلامهم يستهجن هذا العداء غير المبرر لسبب وقوف دولة الإمارات معنا نحن الجنوبيين وأبناء تهامة، ولا تزال تلك الوسائل تنشر أنصاف الحقائق والمعلومات الملفقة والتقارير المزورة والوهمية التي من الصعب التحقق من مصداقيتها.

 

والملاحظ للتغطيات الأخبارية أحيانا يجد إثارة قضية السجون السرية في الجنوب والتعذيب الذي يمارس ضد السجناء من قبل القوات الجنوبية المدعومة إماراتيا، والمقصود هنا قوات الحزام الأمني وقوات النخبة، وعند التحقق من مصادر هذه الأخبار نجدها اعتمدت على مصادر مجهولة وعدم تسمية جهات أو أشخاص بأسمائهم مثل ذكر «مصدر مطلع» أو ذكرت «دراسات أجنبية أو صحف أو مواقع»، وذلك لإثبات رأيهم وقضيتهم وعدم ذكر الرأي الآخر أو المصدر المختلف.

 

وفي أحايين أخرى تثار قضية جزيرة سقطرى الجنوبية وموضوع السيادة ويصفون الإمارات بأنها دولة محتلة على الرغم من أن مسألة السيادة أستطيع أن أقول إن الدولة اليمنية ليست كاملة السيادة، بل على الأرجح أنها ناقصة السيادة، وهذا ما أدى الى تصنيف اليمن في عام 2017م  في المرتبة الثالثة قبل جنوب السودان والصومال لمؤشر الدول الفاشلة، لأن هذا الفشل أساسه فقدان مظهر الدولة، فمظهر اليمن يشبه دولة تابعة إن صح التعبير، وتقع تحت البند السابع، لذلك لم تكن تتمتع بأي من الأنواع الأساسية بالسيادة، إلا جانب التمثيل الدبلوماسي فإنهم يمثلون اليمن في القمم والمؤتمرات العالمية، حيث إنهم ممثلون يوضحون ما عندهم من المآسي وعدم الاستقرار.

 

كذلك الجانب العسكري والأمني، فقوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية والإمارات هي الذريعة والعوامل الوحيدة التي تحدد بقاء شيء اسمه الدولة اليمنية! لأن التحالف العربي يمثل القوات المسلحة للدولة اليمنية، وهي القوة الوحيدة التي أبقت كيان الدولة في وجه الانقلابيين من جماعة الحوثي وحلفائها.

 

بشكل عام، يضرب المشهد الإعلامي العربي أمواج الفوضى من كل حدب وصوب، فلا ضوابط مهنية تحدد ما يقوله المعلقون، ولا منظمات إعلامية لمراقبة المعايير المهنية، ولا متابعة لما يظهر على الشاشات من اتهامات وتخوين وقراءات مغلوطة للأحداث. وفي كل هذا، فإن عقل المواطن العادي الذي لا يملك رفاهية تقصي الحقائق هو الهدف والضحية.

*- الأيام