لا كره في الاتحاد ولا عداء في الاستقلال

2013-04-05 17:54

 

المظاهرات المليونية لشعب الجنوب التي تطالب بحق تقرير المصير هي الحقيقة الموضوعية المعبرة عن المشاعر الصادقة والصحيحة وعن الحق الثابت الذي جرى تدوينه في كل المواثيق الدولية وتم تثبيت مشروعيته في كل المعاهدات التي تُعنى بحقوق الإنسان والعلاقات الدولية .

قضية شعب الجنوب وحقه في تقرير المصير هي قضية أساس تمثل جوهرا هاما لمسألة حقوق الشعوب في الوجود الحر المستقل الذي يحقق الاستجابة لإرادة الشعوب وحقها في تقرير مصيرها بالطريقة التي تراها تتناسب ومصالحها , ولهذا وجب التأكيد على حق شعب الجنوب في تقرير مصيره, وذلك ماكفله منطق القانون الدولي والمعاهدات والمواثيق الدولية العامة والخاصة. وما أوجبة العدل والحق.

وأي سياسة لا تعطي الشعب حقه في تحديد مصيره هي سياسة أساسها العداء مع الحريات وسالبة لحق الشعب في التعبير عن رؤاهم وأفكارهم وتصوراتهم,.

في الوقت الذي سجَّل الواقع المعاصر حركات تحررية وطنييه حققت الاستقلال للشعوب , ولكنَّ حق الجنوب في التحرير والاستقلال لازال عالق لأسباب غير معروفة على الرغم من قوة حراكها التحرري السلمي الذي يواجه من قبل نظام الاحتلال بشراسة ودموية..

ما تتقدم به قوى الحراك الجنوبي السلمي في مظاهراتها هو حق في التعبير كفلته المواثيق والأعراف الإنسانية و هو الحق الثابت المفترض معالجته على أسس التفاعل والتناول الديمقراطي كون تلك التظاهرات لم ترفع شعارات غير شعارات المطالبة بحقها في تقرير المصير..

وفي ظل هذا ينبغي على دول العالم إعلان المساندة الجدية لقضية الجنوب وحق شعبه في تقرير المصير كاملا وبلا آراء مسبقة كونه حقا ثابتا, وأنْ نكون متأكدين من أنَّ خيار الوحدة الفديرالية أو غيرها هي مسألة يجب أنْ تتحقق بالخيار الطوعي وبقرار حر مستقل وإلا كانت وبالاَ َ آخر على جميع الأطراف ..

إنَّ أمة تستعبد أمة أخرى تعد خاضعة لفلسفة احتكار الصوت الحر ومصادرة الحريات والحقوق الإنسانية .

كما أن ممارسة الحريات ينبغي ألا يكون له حدود وشروط مسبقة. و الحق لا يمكنه أن يكون مكفولا لطرف وممنوعا من طرف آخر.

إنَّ وقوف الدول الشقيقة والصديقة مع حق شعب الجنوب في تقرير المصير سيكون له أعمق الأثر إيجابا .. بينما الوقوف ضد هذا الحق الإنساني سيولِّد مزيدا من النفور لشعور شعب الجنوب بما يبيّت لهم من استلاب ومصادرة لحقوقهم الإنسانية العادلة المشروعة في نظام لا يحترم لهم حق التعبير واستقلالية الإرادة...

شعب الجنوب مثله مثل جميع الشعوب ينبغي أنْ يشعر ويلمس بقوة وتأكيد دائمين مسألة تغير الموقف في العهد الجديد وضمان حقوقه كاملة تامة.

إن سياسة الفرض والإكراه ومنطق العنتريات البائسة ومنطق القوة العسكرية الدموية لا طائل من ورائها غير مزيد من الدم ومزيد من الضحايا ومزيد من الخراب والآلام .

ومن الأفضل لتلك الأصوات المتحاورة في صنعاء بمنطقها الشوفيني الاستعلائي أنْ تنتهي عن تلك العنجهية الرخيصة التي لم تثبت التجارب إلا فشلها في تحقيق الخير..

لابد اليوم من نظرة جدية مسئولة تتطلع لجديد علاقات نزيهة بين شعوب شبه الجزيرة تقوم على عميق الاحترام والتكافؤ في فرص العيش ومنع أيّ من حالات الاستلاب والانتقاص من الحقوق الإنسانية العادلة المشروعة التامة الكاملة..

أيها السائرون الثائرون في ساحات الجنوب لإعلان الإرادة الحرة المستقلة اتخذوا ما ترونه أفضل لوجودكم ولمصالحكم وكل الخيارات مفتوحة أمامكم ونحن معها جميعا.. فلا كره في الاتحاد ولا عداء في الاستقلال وكلنا معا في طريق الديمقراطية والسلام. بلا خوف ولا عنجهية ناضلوا من أجل حقكم في تقرير المصير والرفض لمنهج الاستعلاء والمصادرة والاستلاب .

لا شروط مسبقة أنتم الأحرار ولا أحد يعلو على صوت الشعوب المطالِبة بحقوقها تامة كاملة..

ولا أحد يستعبد الناس وقد وُلِدوا أحرارا..

ولتمض كل قوى الجنوب في طريق يقرأ الواقع وما يفرضه لما يخدم مصالح الجنوب سويا ولا التفات إلى أصوات العبث التي تريد دفعكم إلى الانقسام والتناحر..

أننا نرى وحدة بالإكراه والقوة هي انفصال وإضعاف لوحدتنا الحقيقية بينما ما يتحدثون عنه من فكرة يصورون بها الاستقلال وحرية تقرير المصير بوصفه انفصالا وتمزيقا للوطن هو أمر يتعارض مع الحقيقة حيث نرى في ممارسة حق تقرير المصير تعزيزا لوحدتنا كونها ستتعمّد على أساس من الخيار الحر المستقل بأي اتجاه جرى...

لن تتناحر القوى الجنوبية ولن تتقاطع ولن تقع فريسة مزالق العداء المختلق المفتعل الذي يحاول المحتل دفعهم إليه عبر زمن حكمهم وتسلطهم على رقاب الجنوبيين..

وسنقف قوة موحدة متينة ضد أدعياء الوحدة وهم الذين مزقوها على أشلاء ضحايا وطننا هم الذين مزقوها بمواقفهم الرعناء وشعاراتهم الفاشية المحارِبة لحقوق الجنوبيين كافة في اتخاذ ما يرونه أفضل لمصائرهم..