مصدر قوة قوات العمالقة الجنوبية الذي ارتكزت عليه مدعومة بعد الله بالمقاومة التهامية والتحالف العربي في تحرير مناطق الساحل الغربي وترتكز عليه حاليا في تحرير الحديدة لا يقتصر فقط على استعدادها وتهيئتها المعنوية والعسكرية والحربية لهذه المواجهة مع مليشيات الحوثيين بل أن مصدر قوتها الحقيقي يستند الى أمور أساسية كثيرة أهمها :
- إن قوات العمالقة الجنوبية هي قوات تحرير لم تأت الى تهامة والحديدة لفرض سيطرتها على أبناء هذه المناطق كما فعل الحوثة عندما جاؤوا من كهوفهم كغزاة لاحتلال تهامة والحديدة وفرضوا أنفسهم على أهلها وسلبوا ونهبوا قرارها ومواردها وخيراتها لصالح قاداتهم ومليشياتهم .
- إن قوات العمالقة ليس لها ولاء حزبي أو براغماتي يثير الريبة لدى أبناء الساحل الغربي والحديدة ويجعلهم يتوجسون منهم أو يقفون ولو بقلوبهم مع المليشيات الحوثية كرها للتوجه الحزبي والبراغماتي للعمالقة أو بمعنى أوضح فإن ليس هناك في معركة الساحل الغربي ما يمكن أن تتكرر من خلاله تجربة تعز حيث سيطرة لون حزبي وسياسي وأيدلوجي في المعركة ضد الحوثة أضعف حماس المجتمع هناك للتفاعل معه ودحر المليشيات الحوثية.
- إن المجتمع التهامي والحديدي يعلم يقينا أن هزيمة واندحار المليشيات الحوثية سيكون بداية حقيقية لاستعادة أبناء تهامة والحديدة سيادتهم على أرضهم ومناطقهم بشكل فعلي وليس شعاراتيا وسنرى بعد تحرير الحديدة بإذن الله نواة نخبة أو الحزام التهامي والقوات التهامية وستنتهي الى الأبد حالة استلاب القرار التهامي واحتكاره في يد مراكز القوى القبلية والعنصرية والطائفية غير التهامية .
ولعل أكبر دليل على ما أوردناه آنفا أن أغلب من تستنهضهم المليشيات الحوثية حاليا للقتال لصد قوات العمالقة والتحالف ومهاجمة خطوط إمداداتهم طوال الساحل الغربي هم ليسوا من أبناء تهامة ولا الحديدة وإنما من خارجها وعلى وجه التحديد من مناطق نفوذها القبلي والطائفي والأيدلوجي بعكس الحال مثلا في عدن عندما هب أبناء عدن في وجه الغزاة الحوثة دفاعا عن أرضهم ومدينتهم .