يظن البعض ان الطاعة أو - التبعية - لأمريكا مرتبطة فقط بدول العالم الثالث فقط ، لكن الواقع المعاش هو ان هناك تبعية لدول كبرى بل طاعة مذلة لأمريكا من قبل دول كبرى مثل، بريطاينا وفرنسا والمانيا بل كل دول أوربا ، هذه التبعية قائمة ومتواصلة ومنذ عقود طويلة مع أمريكا .
في احد المرات قابل السفير -الألماني- في واشنطن السفير -الفرنسي - قابله في مبنى الكونجرس . وبعد اسبوع قابل نفس السفير الألماني السفير الفرنسي في مبنى الكونجرس! فساله ولما تحرص على المجيىء الى هنا ؟ فكان رد السفير- الفرنسي- ان ما يدور من نقاش هنا سوف يطبق علينا في فرنسا !
وعن تبعية أوربا فلقد كانت ولا زالت قائمة وستبقى لسنوات قادمة ، بسبب حاجة اوربا الى سوق امريكا وليس حاجة أمريكا إلى اسواق أوربا. هذه المعادلة مختلة وهي تعني مصلحة غير متوازنة اي مصلحة الضعيف مع القوي ، والسبب ان السوق الامريكية، بكتلة سكانية تناهز 360 مليون نسمة، مع عافية إقتصادية متعاظمة ، تجعلها السوق الواسعة المتسعة بل والشرهة وفي العالم .
على أن -الحمائية الضريبة - على الصلب والالمنيوم التي فرضتها - امريكا - اليوم تنذر بحرب حمايات بين اوربا والصين والهند ورسيا مع امريكا. وهناك توقعات ان تبداء - أوربا - في إعلان ضريبة على منتجات أمريكا .
زاد الطين بلة أن امريكا تخلت عن الاتفاقية التي ابرمتها مع إيران ، وقعتها الدول الكبرى صاحبة العضوية الدائمة في مجلس الامن بمشاركة المانيا . بعد الغاء امريكا التزامها بالإتفاقية ، فان اورباء اليوم تستجمع شجاعتها وكل ذرة من قدراتها وتوثباتها، لكي لا تمشي بركاب أمريكا ، وان تعتمد مستقبلا على نفسها، وان لا تركن الى السوق الامريكية الواسعة والعظيمة.وان تبقي على علاقة تجارية مفتوحة مع إيران.
هنا فقد عصت - أوربا -أمريكا - وابقت على الإتفاقية مع إيران، مهما كلفها من غــُبن، ف أوربا لا تريد ان تبقى مذعنة وطائعة .
أتوقع وبعد سنوات ستتحرر اوربا من التبعية المذلة الاذعان والخضوع والطاعة لأمريكا ، لان البائع كما يقولون- لعبة المشتري- والذي يبيع عليه ان يتقبل نزق الشاري وسخرياته، بل وطرده من سوقه.
ستكون وجهة - أوربا - التجارية والتسويقية بل والشراكات ، ستكون مستقبلاً غير مرتبطة بأمريكا وسوقها الواسعة ، بل ستكون وجهتها - روسيا و-الهند والصين - وامريكا الجنوبية - وافريقيا بل والشرق الأوسط ، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية وإيران. هنا تكون أوربا قد عصت -أمريكا- وأزمعت خلاصها من التبعية المذلة .
وأستبدتْ مرةً واحدةً **إنما العاجزُ من لا يستبد ْ
فاروق المفلحي