دائماً المحن تصنع الرجال ويتبين معدن الرجل الأصيل في أحلك الظروف، ومن خلف السجن الكبير اليمن، ومن وراء ظلم صنعاء، ومن خلف أسوار السجن المركزي بصنعاء يقف بطل من أبطال الإنسانية، والدفاع عن المبادئ، إنه منديلا اليمن الذي رفض الخضوع والخنوع للظلمة، فخاطب صالحاً في يوم من الأيام لينصفه، ولكن صالحاً وضع عليه الشروط التي لا يقبلها الأحرار، فتخطفت أيدي الحوثي صالحاً، وبقي المرقشي كالأسد خلف الغضبان، ظل شامخاً معتزاً بموقفه.
بعد ذهاب صالح لاح بارق أمل عند رجل الحقيقة والموقف الصلب أحمد المرقشي لعل الرئيس الجديد يطلق سراحه من معتقله، لأن القادم للرئاسة يعلم براءة الرجل، ولكن الموقف لم يتغير، ولم يقدم هادي للمرقشي شيئاً يُذكر، فترك هادي صنعاء وظل منديلا اليمن حارساً لها من خلف غضبان سجنه.
وجاء السيد ليبسط نفوذه على مدينة سام، وزئير المرقشي يكاد يصم الآذان، ولم يلتفت الصماد باعتباره رئيساً لليمن لعدالة قضية المرقشي بل تجاهل الصماد المرقشي في سجنه، فتخطفت الرئيس الجديد يد الردى، وظل المرقشي يرنو لرجل العدالة الذي سيأتي ليخلصه من سجنه، فجاء المشاط قنديل الحوثي الرئيس الجديد لليمن، ولكن المشاط كان أضرط ممن سبقوه، ففي عهده جار القضاء على المرقشي، وتقيأ القضاء اليمني بحكم جائر تأسف له محاكم العالم .
صالح، وهادي، والصماد، والمشاط لم يستطيعوا إنصاف هذا الرجل الذي تجرع سنوات سجن لذنب لم يقترفه، فكانت قضيته قضية سياسية بامتياز ، فانفرط عقد الرؤساء ولم يعملوا حلاً لقضية رجل اليمن حبيس الثلاثة السجون، السجن وصنعاء واليمن، واليوم يصدر حكم جائر على منديلا العصر، فأين منظمات حقوق الإنسان؟ أين من يوزعون الجوائز جزافاً وفي غير مواضعها؟ أين هم من منديلا اليمن أحمد المرقشي ؟ أين هم؟
فهو جدير بجائزة نوبل للسلام، بل هو أكبر قدر منها، فأطلقوا سراح الرجل، وليعتذر له العالم كله، فالمرقشي رمز للمظلومين، فتحية للمرقشي في سجنه، وهنيئاً لمن سينال شرف إصدار حكم براءته .
بقلم/ أنور الصوفي