مكارم الشرعية

2018-04-23 13:32

 

أتابع الاخبار التي تترى علينا من منفذ -الوديعة- ومكارم - حكومة الشرعية - بمنحهم إعفاء من الجمارك لكل من يتم خروجه بدون عودة!! بشرط عدم تكرر او تعدد الصنف، واضع خط تحت جملة- تعدد الصنف- فمن يحضر عشر عصرات كهربائية  لفتح  محل عصائر، فعليه دفع جمارك 9 عصارات كهربائية مع ان هذالعصارات هي لزوم فتح محل ، وتحتاج إلى الكهرباء والكهرباء تحتاج  لها ماطور، والماطور يحتاج له بنزين والبنزين عند المصفاة، والمصفاة تريد خام والخام لم يصل، وان وصل ضاع في طرفة عين وشلته الجن .

 

وعن المُبعد والحسير الذي ترك أرضا عاش فيها عمره، بل وافنى فيها شبابه، وترعرع فيها ابنائه وتعلموا والفوا الارض والناس، فمن سيكون عونه في نكبته وفواجعه؟. هذا المُبعد المـُثقل بالهموم والألام والغبن ، هو من يجب على حكومة الشرعية دعمه بحب وبسخاء، فتلغي الجمارك لكل معداته وبضائعه وادواته مهما تكررت وتعددت فهي عونه لشق طريقه في وعثاء وطنه . 

 

حين يصل المبعد وقد ترك مصدر رزقه و ذكرياته ومصالحه، فاقل القليل هو ان ينال دعم الدولة في قطعة ارض يبني عليها مسكنه، والارض واسعة وتتسع لسكان كل الجزيرة العربية،  بل ويجب أن تيسر له الدولة فرص تعليم ابنائه بل وعلاجهم فهم في مصيبة عظيمة، وهم  يتركون حياتهم ومستقرهم وذكرياتهم ، ويعودن الى وطن حلّت فيه الحروب والشرور وأصابته كل العاهات. 

 

ومقارنة مع مهاجري ولاجئي - سورية- إلى - المانيا - فقد أوتهم تلك البلاد رغم زحامها ، واحسنت وفادتهم ومنحتهم الإقامات الدائمة ، وبطاقات العلاج التي تسمح لهم بالحصول على الفحصوات والتشافي في احدث وارقى المراكز الطبية الالمانية، فضلا عن إيوائهم وتعليم صغارهم ونقلهم الى مدارسهم بما في ذلك دعمهم نفسيا وإجتماعيا ، بل والانفاق السخي عليهم . هنا يبارك الله برزق الدول ويحميها من النكسات، فدعاء الفقراء والمكسورين والضعفاء ليس عليه حجاب .

 

وخاتمة الكلام، ان حكومتنا الشرعية وهي تتصدر المشهد الوطني والاقليمي والدولي، تتردد فى ان تخوض حديثا خاصا وملهما وصريحا ، وتفصح عن هموم المهاجرين في المملكة، فالمهاجرون يواجهون مرارات العودة القسرية الى وطن ممزق، فتكت به الشحناء والحروب وطحنته حتى العظم .

 

ربي أن العناء يودي بأهلي**فأكشف الكربَ وأحجب الأوجاعا 

 

فاروق المفلحي