ساخنة أم باردة..هي حرب؟ .

2018-04-12 06:58

 

♢الرئيس الأمريكي ترامب.. ذكرنا اليوم بالزعيم السوفييتي :خروتشوف الذي هدد في مؤتمر باريس 1964 الذي يحضره الرئيس الأمريكى: جون كنيدي باستخدام الصواريخ النووية ضد الغرب ،لينسف في مؤتمر صحفي مؤتمر "مؤتمرباريس " الذي علقت عليه آمال العالم لنزع السلاح النووي أو الحد من إنتشاره في ظل صراع" الشرق -الاشتراكي مع الغرب -الرأسمالي" ،وليس آمال الزعيم الفرنسي :شارل ديغول الذي كان يعمل على إستعادة باريس لموقعها و دورها على قدم المساواة مع واشنطن و موسكو..لا التراجع الي الدرجة الثانية مع لندن التي قبلت بالتبعية لواشنطن.

 يومها لم تكن وسائل التواصل و الإعلام على ما نحن علية اليوم و لم يكن "التويتر" وسيلة إعلامية، أو أداة تصريحات وقرارات سياسية، كما حولها ترمب.

 

♢♢كانت التحضيرات للقاء خروتشوف -كنيدي تجري على قدم وساق ، في الوقت الذي إنطلقت صواريخ الدفاع الجوي الروسية  لتسقط طائرة التجسس الاحدث في الترسانة الأمريكية "u2" يومها.. والتي أبلغ بها الزعيم السوفييتي  بأسرع وقت ممكن، وهو في طريقه للقاء كنيدي والجنرال ديغول.. الأمر الذي دفعه إلي التوجه نحوا الصحفيين ، ليصب جام غضبه على الامريكان ويهدد الغرب بأسره..ويخيب  في الوقت نفسه آمال ديغول الباحث عن التحرر من هيمنة واشنطن.

♢♢♢اليوم ترمب ذكرنا بتلك المرحلة،  عبر تغريدة له على تويتر  .. هدد من خلالها بضرب سوريا بصواريخ ليس لدى دفاعاتهم القدرة على رصدها أو صداها ..جاءت التغريدة في الوقت الذي كان مجلس الأمن الدولي يشهد معركة حامية بين الروس والأمريكان حول إستخدام الكيماويات في ساحات القتال في  دوما - السورية.. وذلك لتصويت على واحد من ثلاثة مشاريع قرارات ،الأول  أمريكي يحمل  النظام السوري المسؤولية ومشروعان روسيان لإرسال لجان تحقيق.. لتجنب ما سيتبعة من عقوبات لأمر الذي دفع  روسيا الي حق النقض (فيتو ) ووقفت الصين على الحياد بالامتناع عن التصويت الذي لم يمنع إجهاض المشروع الأمريكي..قابل ذلك اتخذ امريكا وفرنسا و بريطانيا حق النقض ضد المشروعين الروسيان - فباريس ما زالت في النيتو و حلف وارسوا لم يعد قائما -كما أننا في عصر الأقمار الصناعية و لم تعد اليو 2 الأحدث في ترسانة التجسس الأمريكي و كما لم تتخلف روسيا وريثة الاتحاد السوفييتي في مجال استخدام الأقمار الصناعية.

 

♢♢♢♢تبادل مندوب روسيا مع مندوبتي الولايات المتحدة و المملكة المتحدة الاتهامات و بالفاظ وعبارات اعادتنا إلي تلك المرحلة من الزمن -كما ذكرنا الرئيس ترمب وأن بتغريدة بخروتشوف ..فهل نحن على أعتاب حرب ساخنة ساحاتها سوريا تعيدنا إلي عصر الحرب الباردة -التي كانت ساحاتها الساخنة.. جنوب شرق آسيا و غرب و وسط افريقا؟ ..ما جراء اليوم  في مجلس الأمن ليس مجرد تعبير عن تغريدة لترمب..أو انعكاسا لها ، بل تعبيرا عن ما وصلت إليه العلاقات الدولية في عصر لم يعد فيه خروتشوف - كنيدي،  ولا ديغول.. بل بوتين- ترامب وفي باريس ماكررون؟ .

 

فهل العودة إلي الحرب الباردة ومن البوابة السورية.. مجرد تغريدة على تويتر أم لتقويض المنطقة لإعادة رسم الخرائط و التحالفات - من خلال حرب ساخنة أو باردة ففي النتيجة هي حرب.. تعيد لنا الماضي في عصر التويتر؟