التجربة الجنوبية منذ عام 1963 وحتى عام 2015 تجربة غنية مليئة بالعبر والدروس تعلم البشر ومع ذلك نفس مشهد نهاية ستينات القرن الماضي يتم اعادة انتاجه من قبل القوى الاقليمية والدولية على ارض الجنوب وتجاوب معه غير مدروس من بعض قيادات الجنوب في عجز لا تخطئه عين المتابع للمشهد في اليمن والجنوب العربي مع فارق بسيط ان كل القوى الوطنية الجنوبية سلاطين وامراء واحزاب وجبهات من الخارج وعناصرها في الداخل كانت جميعها متفقة على رفض الاحتلال الاجنبي وعلى استقلال الجنوب العربي وهذا شيء محسوب لتلك القوى الجنوبية التي خاضت صراعات تلك السنيين بينما اليوم الوضع اختلف بعض الشيء .
فبعض القيادات الجنوبية التي تعمل مع نظام صنعاء اولصالحه ترفض استقلال الجنوب وتعمل لحساب مصالحها الشخصية الضيقة موظفة القبلية والمناطقية وايدولوجية الاخوان والتطرف لخدمة توجهها قصير النظر تحت عنوان الدولة الاتحادية باقليمين او اكثر مع ان الاطراف اليمنية في الشرعية وهي صاحبة القرار وفي الانقلابيين لايقرون بدولة اتحادية غير بضم بعض اراضي الجنوب في الصحراء الى اقليم سبا وفي البحر الى اقليم الجند..
ان اقدام بعض القوى الجنوبية على محاربة اخوة لهم وشركاء في الجنوب اجمعت غالبية عظمى من شعب الجنوب على تفويضهم يعد تعديا على شعب الجنوب نفسه وضياع لحقه في الحياة الحرة الكريمة واستعادة استقلاله وحدوده وبناء دولته الجنوبية المستقلة وتلك حقوق عامة لكل شعب الجنوب العربي وهي مشروع شعب الجنوب منذ انطلاق نضاله السلمي الحراك الوطني الجنوبي في 7/7/2007 والذي تحول الى قوات مقاومة جنوبية تصدت للغزو اليمني الثاني في مطلع عام2015 واستفادت من تدخل التحالف العربي بضرباته الجوية وتم هزيمة المشروع الفارسي وطرد الغزاة اليمنيين والقضاء على اطماعهم التوسعية وكسر نزعتهم العدوانية النازية في 14 يوليو2015
ان الفرصة مهيأة لقيادات الجنوب ولشعب الجنوب في الخلاص من عبث الدويلات القبلية والعسكرية والطائفية التي جربت بعض قيادات الجنوب التعايش والتعاون معها تحت عنوان الوحدة اليمنية وفشل الجميع باعتقال الرئيس هادي ورئيس الوزراء بحاح والوزراء والقيادات العسكرية الجنوبيين في يناير2015..
ان اصرار جنوبيي الشرعية على التمسك بسراب دولة اتحادية والتضحية بماحققه شعب الجنوب ومقاومته الوطنية هو سبب مايعانيه شعب الجنوب اليوم وربما التمادي في الاخطاء يؤدي الى دفن قضية الجنوب واذا نجحت الاطراف اليمنية في مهمتها هذه فلن يكون اي طرف جنوبي رابحا بل وليس من مصلحة تلك القيادات الجنوبيية في الداخل وفي الخارج دفن القضية الجنوبية بحلول من سراب سيكونوا هم ضحايا ذلك السراب ولاينفع الندم
علي محمد السليماني