المؤقت في اللغة هو (الآني) ولا يزال ساسة وعفاريت الإعلام اليمني يذكرونا في كل وقت وحين بأن الرئيس هادي مجرد رئيس (مؤقت) وهي نفس الاسطوانة التي يرددونها بالنسبة لعدن إذ يذكرونا دائما ان عدن مجرد عاصمة(مؤقتة) وكأننا بهم يقولون (لا تصدقوا انفسكم فلا عدن عاصمة ولا هادي رئيس وانما هو وضع مؤقت لحين ترتيب اوراقنا ويعود الاصل اصل والفرع فرع).
هناك كثير من الوقائع تؤكد اننا امام نفس الذهنية التي (وقعت) وحدة 22 مايو ونفس الذهنية التي غزت الجنوب في 1994 ونفس الذهنية الغازية في 2015، وفي كل هذه الوقائع كانوا يجدون من يتحالف معهم من الجنوبيين فيما لم نرى يمني واحد يقف مع الجنوب عدى عن بعض المستوطنين في الجنوب الذين ارتبطوا بالجنوب وطناً.
من هذه العلامات ان لاشيء نلمسه ينم عن وجود ارادة لنقل المركز الى عدن، لا ارادة حكومية جنوبية ولا يمنية، فالبنك المركزي، مثلاً، تم نقله صورياً ولم يجر نقل عملياته وظلت خدمة اتصالاته مرتبطة بصنعاء وخاضعة لها وغير ذلك من التفاصيل التي يعرفها رجال المصارف فأصبح مجرد نقل اسمي زاد من المعاناة، كما لم يجر تفعيل نقل مركز الاتصالات الى عدن بعد ربط الكابل البحري، اما الخدمات، كالكهرباء والمياه وغيرها فحدث ولا حرج، وكل الذي لمسناه من (رجل الاحتفالات) د بن دغر ومدير مكتبه (وحامل مبخرته) هو الاصرار على اقامة (حفلات الزار) على اضرحة شهداء الجنوب الذين سقطوا دفاعا عن عدن الامر الذي استفز الجنوبيين وسمم العلاقة مع القوى الجنوبية.
وقد يقول قائل من بعض الاغبياء، كما نقرأ في اكثر من وسيلة، قد يقول.. ولماذا لم يعمل المجلس الانتقالي على معالجة قضايا الجنوب؟ ولهؤلاء نقول.. ان المجلس الانتقالي اطار سياسي جنوبي يحمل مشروع يلبي ارادة شعب الجنوب العربي في التحرير والاستقلال، وليس جهاز اداري رديف لجهاز الحكومة.
اما التعامل مع الرئيس (المؤقت)، والمؤقت هنا تحمل اصرار واضح، فليس هناك ابلغ من ان هناك نية لقلب (ظهر المجن) للرجل عند اول علامات الانتصار(البعيد) او الانفراج السياسي كما هو متوقع، ولا توجد قراءة لانعقاد المؤتمر الشعبي في الجنوب وتنصيب الرئيس هادي رئيسا للمؤتمر الا بوصفه رداً على تجاهل قيادات المؤتمر في العربية اليمنية للرئيس هادي بوصفه نائباً لرئيس المؤتمر، هذا بالرغم ان هادي لا زال رئيسا للدولة ومظلة شرعية يستظلون بها كغيرهم، كما انهم لا زالوا في الشتات ولم يحققوا شيئاً على الارض، فكيف سيكون الحال عند تحقيق سيطرة؟.
نقول لاخوتنا من الجنوبيين في السلطة (وخارجها ممن فقدوا البوصلة)، ولمن يؤمنون بحق شعب الجنوب من اشقاءنا في العربية اليمنية، نقول لهم ان الخصوم ليس المجلس الانتقالي الجنوبي ولا دولة الامارات العربية المتحدة التي بذلت الغالي والنفيس لنصرتنا في اطار التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية، ولكن الخصوم في مكان آخر ويحملون (بيرق) الخصومة عيني عينك واعلموا ان ما نراه ونعيشه يحكي حقيقة واحدة وهي ان (مأوى العرجاء الجنوب العربي).