بات بحكم المؤكد أن جميع الأطراف الداخلية والإقليمية قد وصلت إلى درجة متقدمة من الإنهاك المعنوي والمادي بل والسقوط الأخلاقي، ولم يعد للمكابرة من مجال أو للمناورات والمراوغات من مساحة للعب فيها أو عليها؛ وهو ما قد يساعد المجتمع الدولي على اتخاذ التدابير والإجراءت الفعالة بشأن الوضع في اليمن إذا ما اتفق من بيدهم القرار على ذلك (إقليميا ودوليا) وستتحرك عجلة التسوية حينها في طريق وعر وشائك ومليء بالمطبات والمفاجآت الداخلية المتعددة بتعدد الأطراف ولأسباب كثيرة لعل من بينها وأهمها تآكل الشرعية من داخلها وخارجها بعد أن أثبتت عجزها الملحوظ وعلى أكثر من جبهة، وما عدا ذلك فضجيج إعلامي لا يقدم ولا يؤخر؛ وستكون هي الحلقة الأضعف على طاولة المفاوضات إن هي وصلت إليها وبنفس تركيبتها الحالية.
والسؤال الذي يطرح نفسه وينتصب أمام المجلس الانتقالي وكل القوى والشخصيات الجنوبية - من خارج إطار الشرعية- هو: هل يمكن تحقيق الحضور الفعال والمناسب والقادر على تمثيل إرادة الجنوبيين وتوحيد موقفهم السياسي ووحدتهم الوطنية منعا لأية مبررات أو حجج ومن أي طرف كان قد تطرح أثناء التحضيرات أو في إطار المشاورات والحوارات المعنية بعملية التسوية ناهيك عن الألغام - السياسية والقانونية - التي قد يتم وضعها في طريق المفاوض الجنوبي ولو من باب العرقلة والتشويش على حجته ومنطقه وتحول دون الوصول للحل والتسوية التي يرتضيها شعب الجنوب أو يتم ترحيلها إلى أجل غير مسمى في أحسن الأحوال؟!.