لماذا نعيش في بحر من التخلف في الوقت الذي يعيش العالم كله مستويات متفاوتة من التقدم العلمي ؟
هل نحن متخلفون بالفطرة ؟ هل السبب مشاكلنا الاقتصادية والاجتماعية أو الطائفية ؟ ولماذا تقدمت علينا الدول حتى النامية منها ؟
لماذا تحقق الصين والهند والبرازيل وماليزيا وجنوب أفريقيا كل هذه الانجازات ونحن لازلنا في ذيل الأمم ؟
ما سر تخلفنا ونحن نعوم على بحار من النفط والغاز ؟ ولدينا وفرة هائلة من الأيدي العاملة والموارد الطبيعية والعقول المفكرة ؟ في الوقت التي تتقدم فيه أمم معدومة الموارد الطبيعية والبشرية أصلا؟ !!
ماذا قدمنا للعالم سوى التفاخر على بعضنا البعض بالألقاب والحروب والنهب والسلب ؟!!
بل ومازلنا نتفاخر بأحسابنا وأنسابنا ونمارس العنصرية ضد بعضنا البعض ؟ولماذا نشتكي نحن العرب من الطريقة التي يعاملنا بها العالم ؟ وماذا قدمنا له كي يحترمنا ؟ ماذا قدمنا للعالم سوى مئات الآلاف من القتلى والمشوهين وملايين المهاجرين والمشردين من أوطانهم قسرا ليبقى الحاكم بأمر الله فوق رقابنا ؟!
إن العنف السياسي من أهم المؤشرات على عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي ومن ذلك قيام الثورات والانتفاضات بسبب الحرمان الاقتصادي الذي قادنا إلى الإحباط والتشاؤم عندما تركزت القوة والمال والسلطة في أيدي الأقلية من الطبقة العليا التي تبدد المال العام لتحمي نفسها وتعرقل الديمقراطية ,
وعندما يريد أي شعب عربي تغيير الحاكم يحتاج إلى نسف الدولة بالكامل وإشعال حرب أهلية كما حدث في مصر وليبيا وسوريا واليمن !!
أما في الغرب وفي بعض دول العالم الثالث يدخل الرئيس إلى سدة الحكم بالانتخاب والقانون ويغادر بنفس الطريقة كما حدث في بريطانيا مع كاميرون عندما انسحبت بريطانيا من الاتحاد الأوربي بموجب استفتاء شعبي حيث اخذ الرجل متاعه ورحل بهدوء ؟
ذكر لي رجل عربي يعيش في كندا وقال :
لم يسألني أي مسئول عن جنسيتي أو ديني كل أوراقي الرسمية ليس فيها ما يشير إلى جنسيتي وديني _ أنت في كندا إنسان فقط _ كل انتماءاتك العرقية والدينية والثقافية نخصك وحدك فقط المهم يحميك القانون بالعدل والمساواة بين الجميع .
بينما نحن في العالم العربي نسمع ونقرأ خطاب الكراهية ضد بعضنا العض وينشر بالخطوط العريضة على صفحات مجلاتنا وجرائدنا وسائر أنواع التواصل الاجتماعي المقروءة والمسموعة دون حياء ولا خجل ولا خوف من احد!!
عندما نسأل لماذا ذلك كله؟ لا نجد جوابا شافيا لكل هذه اللهجة الحاقدة التي تلوكها ألسنتنا وتحرق قلوبنا وعقولنا وتسمم أفكارنا .
أين العقلاء وأهل الرأي والحكمة ودعاة المحبة والتآخي والتآلف والسلام؟
لماذا تركوا منابرهم لدعاة التكفير ورواد الظلام والضلال ؟
لماذا نستمع إلى هؤلاء وخطاباتهم التي تنشر الأحقاد والطائفية والسلالية والعنصرية بيننا ؟
لما أصبحنا مسلوبي الإرادة ومكتوفي الأيدي على ما يجري اليوم في بلادنا من سفك للدماء وهتك للأعراض وتدمير للممتلكات وتعميق للانقسامات في مجتمعاتنا ؟ حتى أصبحنا كقطعان من الأغبياء نردد ما يقولون :هذا سني ..وهذا شيعي.. وهذا سلفي ..وهذا صوفي.. وهذا علماني ..وهذا ..وهذا ؟؟
هل سئلنا أنفسنا عن ماذا نبحث ؟
نجد القبلية تتجذر في عقولنا والمناطقية تترسخ في قلوبنا ..!!
إلى متى سنظل وقودا لهذه الحروب ؟ وخطاب الكراهية.. يضرب تاريخنا ويشكك في ثوابتنا والى أي أودية سحيقة تقذف بنا هذه الكراهية ؟
فبماذا نتفاخر على بعضنا البعض أو على الأمم الأخرى ؟
ونحن مجرد سوق استهلاكي لخردة العالم نأكل مما لا نزرع ونلبس مما لا ننسج وأبراجنا العالية تبنى بأيدي مهندسين من أوربا وأمريكا وكوريا في حين لازلنا عاجزين عن صناعة ساعة اليد أو ساعة تحديد القبلة !!
لقد قمنا بهدر أكثر من ألف مليار دولار بسبب الفساد المالي في شمال أفريقيا والشرق الأوسط أي ما يعادل 33 % من الناتج القومي مما أدى إلى بطالة تتراوح من 25 % - إلى 30% ومائة مليون مواطن يعيشون تحت خط الفقر ..إضافة إلى انتشار الأمراض والأوبئة والبنى التحتية !! وقد قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل : (الهند والصين لديهم أكثر من 150 رباً و800 عقيدة مختلفة ويعيشون بسلام مع بعضهم البعض بينما المسلمون لديهم رب واحد ونبي واحد وكتاب واحد لكن شوارعهم تلونت بالدماء القاتل يصرخ: الله أكبر والمقتول يصرخ : الله أكبر )
ومن سخرية القول والمفارقات العجيبة أن اليابان تحتفل باختراع أسرع سفينة بالعالم ونحن نحتفل بتجهيز اكبر منسف للرز في العالم !!! والعلة أن الطباخون هنود..
وللحديث بقية .