من المُبكيات

2018-03-11 19:02

 

من المُبكيات في وقتنا الراهن أن تجد المثقف بلا دور فعال في مجتمعه بل قد تجد التضليل في مواجهته يحقق عليه إنتصارات عدة ، للأسف هذا ما نشهده اليوم من تلك الثقافة العرجاء التي صُبّت في عقول الكثير صباًً، هي ثقافة ونهج تعليمي لا يستطيع حتى مجابهة واقعه .

نعم ربما قد يتحجج البعض بأن الوقت لم يحن بعد للذود عن الحقيقة وكأن الوقت في صالحهم ؟؟ للأسف قد بات العلم ..كيف؟!! والثقافة عندنا مجرد شهادة ورقية هدفها الأسمى الظفر بمنصب معين أو إعتلاء كرسي الشهرة على حساب أي شيء ..

عندما يصبح الكتّاب والمثقفون بيادق في أيدي زمرة ترى فيهم وسيلة إلهاء للعوام فما نفع تلك الثقافة والمعرفة أصلاً ؟!!

إن الإشكال المطروح هاهنا ليس بالكم الذي يملكه أشخاص معينون وليس كتابا يطرحه مؤلفه في السوق لينتظر مداخيله، إنما الذي يهم هو النوعية والهدف الذي كرسه ذلك المثقف ليطرح إبداعه .

وأقولها بصراحة أننا قد اصبحنا نعاني من تخمة الوهم المفرط ، وفي المقابل نجد الكثير يتذمر لحال بلاده ..

وليتأكد الجميع أن دور التوعية الفكرية والنهوض بالمجتمعات منعدمة أو تكاد تنعدم إلا عند القلة القليلة التي باتت محاصرة بثقافة الوهم الطازج ، تلك الفئة التي لن تجدها بين طيات رواية تتحدث عن معانات عاشقين أو كتاب مؤلفه مهووس بالنرجسيات ، كم هو مؤسف حقا أن تجد نخبنا المثقفة ينحصر إهتمامها بين خيارين، إما أن يكافح لتحصيل شهادة علمية للظفر بمنصب ما أو أن ينغمس في خياله ليروي عطش الهاربين من واقعهم الذي من المفروض أن يكونوا أعمدة له ..

تقبلوا مني فائق الواقع بكل سخط وألم ..

 

عامر محمد الدويل – ناشط سياسي شبوه