* كلانا نرقص.. أنا بهز وسطي.. وأنت بهز لسانك.. عبارة قالتها الممثلة (نبيلة عبيد) للممثل (صلاح قابيل) في فيلم (الراقصة والسياسي).
* تبدو لي العبارة مثل (دستور) عربي ضلعه أعوج لا يستقيم مع ظله إلا لمن يجيد فنون الرقص.
* الراقصة تكسب لقمتها من عرق (وسطها)، والسياسي يكسب أمواله من عرق (لسانه).
* كلاهما يحتاج إلى لياقة ذهنية خارقة للبقاء على القمة، والهدف (عصر) الشعب في بوفية (ادفع لتشاهد).
* الفارق بين (الرقصتين) يكمن في أن الشعب يدفع (النقطة) حول خصر الراقصة بإرادته ودون إكراه، أما لسان السياسي فيرقص في المهرجانات ليلدغ الشعب، ويأخذ من جيبه قوته وشرابه وكرامته بالفذلكة أحيانا، وبالضحك على الذقون في أغلب الأحيان.
* السياسي يطعم لسانه بشعارات ثورية فضفاضة، تحفظ له طراوته الخداعية، والراقصة تطعم جسدها باللولبة والاهتزاز لتبقى الليونة سيدة الموقف، مع شعب غنى للعنب ولطويل الأذنين.
* يتحرك لسان السياسي وهو يلوك مفردات الوعود والعهود، ينام ولسانه يلعب في (لغلوغه)، يعرف السياسي أن موسم الرقص يكثر أيام الأزمات والحروب والانتخابات.
* وتعلم الراقصة أنها بحاجة إلى لياقة راقص باليه لتعزف على غرائز الشعب، ليشب الحريق في كل حواس (المصفقين)، وتسيل لعابهم.. حيث يتحول الإغراء إلى فلوس تتطاير حول خصر الراقصة، وهتافات مدوية تشعرك أن الشعب العربي خلق ليصفق للراقصين والراقصات، والفنانات الهابطات، على شاكلة من تروج للبرتقالة والباذنجانة والكوسة والخيار، ولا أظن أن السلسلة تتوقف عند الفنانة المايعة التي غنت (بحبك يا حمار).
* يسن السياسي لسانه يوميا بخطب حماسية تهتز لها أيادي الشعب، يكذب ويتجمل ويبيع للناس كلاما يحسبه الظمآن ماء وهو سراب، ومع ذلك يتمايل الشعب إعجابا بهذا الراقص السياسي، الذي يعطيك من طرف اللسان حلاوة، ثم يروغ منك كما يروغ الثعلب.
* يقيني أن أيادي سكان الوطن العربي خلقت لتصفق، إما لبلاهة سياسي دجال يغتسل من عرقهم، ويأكل قوتهم، ويكذب عليهم كما يتنفس، أو لمتبرجة راقصة تعزف على الغرائز، وطبعا المواطن العربي (ما يسافطش) فيما يخص كرامته، ولابد من تأكيد فوري للاطمئنان على أن ما تحت السروال تحت السيطرة.
* الرقص في ميادين السياسة (موضة) في البلدان التي تعيش تحت خط (القمع)، ولولا ضمان مشروع الرقص وما يدره من مال سائب، لما تجرأ (عادل إمام) ناصحا فراش المحكمة بالعمل (راقصة).
* الراقصة ترقص على (واحدة ونص) بتملق سعيا للرزق غير المباح، والسياسي الخطير يرقص على أحلام الشعب، وقد حذرنا الإمام علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) من المخادع السياسي، حين قال: يلقاك يحلف أنه بك واثق، وإذا توارى عنك فهو العقرب.
* كلما تضاعف (كذب) السياسي في بلادنا، وأبان عن مهارة فائقة في الرقص على جماجم الشعب، كلما ارتقى سلالم الحكومة المكهربة، وفرض نفسه راقصا سياسيا على قلب الوطن والمواطن لا يشق له غبار.
* الراقصة والسياسي وجهان لعملة واحدة، الراقصة تسرق من جيبك ومن صحتك برضاك، والسياسي يسرق مستقبلك ووطنك مستغلا تصفيقك، الذي فاق في حرارته تصفيق السياسيين للراقصة (فيفي عبده)، الفائزة بلقب الأم المثالية، ونعم التربية..!.
*- الأيام