من غرفة ضيقة يلفها الصمت والهوان والعتمات, تفتق ذهن وزير المواصلات -صالح الجبواني- فاحدث حادثته وقال قولته في مؤتمره الصحفي العجيب الباهت . صرح - صالح الجبواني- بل أتهم النخبة الشبوية بانهم قد أوغلوا في إذلاله في منعه من وضع حجر الاساس . كان تصريحه قد بعث في النفس الحسرات والندامات، وأوهن -الجبواني- نفسه ومركزه وعكر على الشرعية ما تعكر وخالف بذلك سنن السياسية والدبلوماسية .
وعن بعض وزراء الشرعية، فهم كأنهم في حلٍ من فهمهم لأبجديات العمل الدبلوماسي والسياسي ، فقد فات وزير النقل -الجبواني- ان اي مشكلة يواجهها ويشعر انها اعاقت عمله وشوهت هيلمانه او إستفزته، فأن عليه ان يتانى في الرد والتعجل وان لا يقدم على تشكيل مؤتمر صحفي من غرفة - عشوائية - ليحدث حادثته ! فاي مشكلة كهذه لها مرجعياتها ولها اسلوبها في العتب والغضب والتعبير .
كان حرياً بوزير النقل أن يتانى وان يستجمع صبره وحنقه ، وينقل الامر الى رئيس الوزراء ثم ينتظر تصريحات الناطق باسم الحكومة الشرعية حول تلك الحادثة، ومعالجتها ، بدون اي مهاترات وتصريحات فردية وإتهامات، و لقد نشر او صور -الجبواني قصته التي نقلتها الفضائيات من -هاتف جوال- فاستمعنا واستمتعنا ! بتلك الحشرجات.
نقلت بعض المحطات تصريحات -الجبواني- التي طالت الجميع ونددت بالجميع وتوخت اهل - شبوة - الكرام وكأنهم قد امعنوا في إذلاله وإحراجه. نعم وكما قيل فلقد مُنع الوزير من فرصة الظهور في مناسبة - تصويرية - ! وهي وضع حجر الاساس- لرصيف بحري - باسم ميناء - قنا - والحقيقة فكل تلك المشاريع قد مرت على شبوة - ووضعت أحجار اساساتها ولكنها تبددت وذهبت- أثراً بعد عين -
وعن موقف الشرعية من تصريحات وزير النقل، فلم نسمعه حتى اليوم ، وفي إعتقادي ان وزير النقل قد تجاوز كل الأعراف الدبلوماسية وتعجل واتهم وتجاوز الآخرين بل وأعتنق الزلل وفي إعتقادي الشخصي انه منح نفسه فرصة الرد دون اي إذن مسبق او تنسيق مع الشرعية.
اما عن - الجنوب - فهو اليوم قد حسم أمره، وتوكل على الله غير هيّاب او متخاذل، ولن تخدعه أحجار الأساس وبعض كلام الوسواس، والهمس والغمز حول - المجلس الإنتقالي - فهذا الكيان يتعملق ويشمخ ويتوطد، ولسوف يصبح له القول الفصل في كل الشأن الجنوبي شاء من شاء وأبى من أبى، ولقد وثق به الشعب وأطمأن فهو الذي يحمي الوطن ويلم شظاياها، وهو والذي يقف مع الناس قاطبة وبمختلف مشاربهم، يقفون معه كالبنيان المرصوص .
وعن- أطماع! - بعض - دول التحالف - في ارض الجنوب والذي ترددها بعض الفضائيات ، فالجنوب هو من يثق بالتحالف ويطمأن له، وهم وخير من وعد وخير من أوفى، واذا كان لهذه الدول الشقيقة مصالح في الجنوب، فللجنوب مصالح مستدامة ومشروعه وحيوية مع هذه الدول الشقيقة، والتي ساندته في احلك ايامه، وهي دول يثق ويانس بها الشعب ويلمس صدقهم بل ويثمن تضحايتهم الجسيمة، بل أن جميلهم يطوق عنق الشعب قاطبة .
غيض العدى من تساقينا الهوى .. فدعوا . بأن نغصَّ فقال الدهر هيهاتا
فاروق المفلحي