* هل تعاني من همّ في النفس؟ وهل تنعكس على حياتك أزمة الضمير أو شلل الأمانة أو نزيف المسؤولية؟ إذن (وعلى طريقة برنامج بسمة) تناول بسمة واحدة في اليوم من خلال مشاهدة مسلسل (المخلل الذي أصبح محللا سياسيا)..
* عن نفسي أفطس من الضحك حتى تبان أضراس العقل وأنياب الجنون، وأنا أتابع (كوميديا) المحللين الخراطين للوضع السياسي في اليمن..
* أنظر إلى مواقف (المحللين و المخللين) الذين تتضارب أبراجهم في أكثر من مساحة عربية وغربية، فأقتنع تماما بحكاية أن الناس عبيد حاجاتهم..
* لا أدري على أي مقياس تختار الفضائيات الأخبارية المحللين، لكنني أظن (وبعض الظن ليس إثما) أن هذه الفضائيات التي تحلل المشهد السياسي اليمني الدامي تحتاج إلى صحفي (ثرثار) يهرف في السياسة بما لا يعرف، فقط ليقتطع مساحة زمنية من نشرات الأخبار، حتى لا تصاب القنوات بالتبلد، والبطالة الخبرية..
* يمكنك أن تستلقي على قفاك وأنت تضحك من قلبك على وكيل وزارة، أو صحفي (أونطة) يحلل وضع المواجهات العسكرية من (القاهرة) أو (إسطنبول) أو (الرياض)، وهو في الأساس لا يفهم في الخطط العسكرية، ولم يحمل يوما في جيبه حبة طماش..
* كنت أتمنى على تلك القنوات الابتعاد قليلا عن موسم التكاذب، والاعتماد على سياسيين عسكريين يقودون معارك الشرعية من الملعب العسكري الملتهب، بدلا من التعاقد مع محللين (مخللين) جهلة أدمنوا (الرغي) و(الهدرة) الفارغة، دون معرفة ميدانية تنطلق من حنكة ودقة في رصد المشهد السياسي عن قرب، إلا إذا كانت تلك الفضائيات ترغب في تقديم وجبة من الكوميديا السوداء، تلهي الناس قليلا عن مسلسلات تراجيدية مخضبة بالدماء اليمنية، أو أنها تريد إتاحة الفرصة لي ولأمثالي للموت من الضحك..
* واحد من (الخبرة)، الذين يقبضون بالدولار نتاج (ترهات) يقدمها على الفضائيات العربية هنا وهناك، ادّعى أنه (ضليع) في فك طلاسم معركة صنعاء، فقد أشار - بثقة عمياء مليئة بالجهل المركب - إلى أن (علي عبدالله صالح) سيسيطر على معشوقة (السل والجرب) في غضون ساعات، وكانت المفاجأة أن الحوثيين هم من سيطروا ونكلوا بغريمهم، وجعلوا اللي ما يشتري يتفرج..
* وما يثير الضحك حد التقيّؤ أن ذلك المحلل القابع في (القاهرة) لحس كلامه اليوم التالي، عندما قال ببلاهة: كنت أتوقع هذا المصير التراجيدي للمخلوع.. شوفوا على محلل يكذب بفجور ويتجمل بفتور..
* وهناك المحلل السياسي (الخراط) الذي يخرط خريط وينخط نخيط، محلل لا تدري من أي كوكب هبط على الفضائيات، فهو إلى ما قبل الحرب كان ضمن فرقة (هشتكنا وبشتكنا يا ريس)، وقبل ذلك تسلق (مواسير) الرياضة دون أن يصيب نجاحا، ها هو اليوم محلل سياسي لا يشق له غبار، يتكلم عن الاستراتيجية العسكرية، ويحشر أنفه في خطط المعارك، مع العلم أن علاقته بعلم السياسة تقترب من علاقة (جدتي) باللغة اليابانية..
* أمانة أننا نعيش زمنا مكورا، كل شيء فيه يسبح ضد التيار، يبدو سوق القنوات الأخبارية كسوق عكاظ.. هناك المحلل (الغاوي) الذي ينقط بطاقيته سعيا للمزيد من العملات الصعبة البيضاء التي تنفع في أقرب يوم أسود، وهناك المحلل الذي يشبه (المخلل)، فهو دائم التواجد في النشرات، يهرف ساعة ثم يكتشف المذيع أن المحلل كان يتحدث عن الوضع في (سوريا)، في حين كان محور السؤال عن (اليمن)..
* نصيحة للمحللين اليمنيين الذين يتكاثرون بنظام الذباب على الفضائيات الأخبارية دون وعي أو سابق معرفة، عدّوا من الواحد إلى المليون قبل الإجابة عن سؤال المذيع.. أما لماذا العد من الواحد إلى المليون؟ فلكي تستهلك مساحة تواجدكم وتنتهي الأخبار وأنتم صامتون ومشغولون بالعد..!