لا يوجد في مصر مخيمات لاجئين

2018-02-20 11:01

 

في سؤال وجه الى الرئيس المصري - عبد الفتاح السيسي- حول إستقبال مصر لأعداد غفيرة من اللاجئين استقبلتهم مصر واوتهم  رغم زحام سكانها  رغم ظروفها الصعبة . فكان رد الرئيس- عبد الفتاح السيسي - أن مصر اشرعت ابوابها وعبر تاريخها لكل قادم وشريد وهي تحتضن اليوم رغم التفجر السكاني من دول عديدة ما يزيد عن 5 مليون لاجىء ولن توصد ابوابها لكل شريد .بل واعلن-السيسي-  ان ليس في مصر مخيمات لاجئين.

 

وعن هولاء الذين تركوا سوريا واليمن وليبيا والعراق يوم حلت بهم الكوارث  فهم اليوم  ضمن النسيج السكاني  في مصر ، ويعملون دون اي مضايقات في التجارة وفي الورش وفي المتاجر.

 

شاهدت لقطات مصورة ل محطة -البي بي سي- البريطانية ، شاهدت بعض هولاء اللاجئين وهم في خير حال ،حيث نقلت عنهم المحطة في ان اللاجئيين-  وكانوا من سورية - يعشيون سلامهم وأمنهم  وينهمكون في أعمالهم الحرة  في ارض -الكنانة -  نعم  فلقد اشرعت مصر  ابوابها وقلبها لهم ، ونقلت لنا الكاميرا مشهدا من سوق السوريين في القاهرة وهو يعج بالحركة والوهج واصوات الاغاني تصدح من جنبات المطاعم والمحلات. كان رد الجميع - نحن بين اخوتنا ونجد من لدنهم كل ود واكرام وترحاب.

 

كذلك يجب ان انوه بأن ارض - السودان -الشقيق  تستقبل يوميا اعدادا كبيرة من ابناء - جنوب السودان - ربما يصل عددهم  اليوم الى اكثر من مليون لاجىء.  هولاء اعتقدوا ان - جمهورية جنوب السودان- سوف تكون دولة رفاه فتحولت الى مخافات ومذابح وفساد طال واستطال .

 

 كما تستقبل ارض السودان واهلها الكارم الكثيرين من ابناء اليمن ومن ابناء مصر الشقيقة ومن ليبيا وتشاد بل وسورية التي وصل اليها عشرات الألاف، ووجدوا من لدن شعب السودان الطيب،  وجدوا ولمسوا الحب والترحاب ولم تضيق عليهم السودان في تعليم أولادهم او اقاماتهم وأعمالهم الحرة ، بل أن بعضهم  تقدموا بطلب الجنسية السودانية وحصلوا عليها دون اي مشقة او تكلف اوعنت .

 

الدنيا هي ملك البشر الذين يعمرونها، ولا فرق بين مواطن ومهاجر بل لا فرق بين مهاجر شرعي ومهاجر غير شرعي، وهذا القول ردده - بابا الفاتيكان- وهو من اصول - ايطالية - وبلاده اليوم تستقبل لاجئيين من افريقيا وترعاهم وتغدق عليهم بالرعاية والعناية.  دول العالم يجب ان تتعاطف مع  كل مشرد وكل لاجىء اضطر الى ترك وطنه فوطن البشرية هو العالم كله.

 

اليمن يجب ان ننصفها ، فلقد استقبلت رغم جوعها وفقرها وعنائها ، إستقبلت اكثر من مليون مهاجر من الصومال الشقيق ومن اريتريا ومن الحبشة . وكنت ارى هولاء الاجئين  يعملون في الحقول وفي اعمال البناء وفي بيع القات والخضروات وفي ورش السيارات،  فلا يضيق عليهم احد ولا يسمعون مؤذي القول وجارحه بل ولا ينظر اليهم شزرا .

 

الايام هكذا نداولها بين الناس ولقد هاجر السعوديون الى الحبشة قبل 60 سنة وهناك استقروا ولي اصدقاء  من - بالجرشي- ولدوا في الحبشة،  وكانت مدن - اسمرا واديس ومصوع - ملاذا لكل مشرد ومقصي وباحث عن الرزق من الجزيرة العربية . شكرا يا مصر العروبة.

 

لعمرك ما ضاقت بلاد بساكنٍ **ولكن أحوال الرجال تضيقُ

 

فاروق المفلحي