إغداق الإهتمام على الأقليات

2018-02-02 19:00

 

هنا في كندا مصطلح يطلق عليه - الاقلية المنظورة- وتعني تلك الأروامات والاقليات  السكانية التي تبرز بين النسيج الأجتماعي او السكاني  وتلاحظها العين من أول وهلة . هذه الاقليات في كندا بل وأمريكا  تجد الكثير من التدليل والرعاية والتسامح معها  بل ومنحها فرص التوظيف والرعاية الخاصة  لجعلهم في حالة تناغم وتوادد مع مجتمعهم   .

 

وكمثال على ذلك فان الهنود الحمر اي السكان الأوائل في أمريكا وكندا  فهم يجدون رعاية خاصة فيتقلون في كل قارة شمال أمريكا ببطاقات ولا يدفعون رسوما على ابنائهم في الجامعات وهي عالية، بل والاهم لا يدفعون الضرائب  في كل مشترياتهم من البيت الى السيارة الى علبة السجائر . كل ذلك لمنحهم مميزات لكسبهم وكسب ولائهم . أن السكينة والتوادد والتحابب لها ثمن ولكنه يستحق ذلك .

 

ولكي نلم بالتناغم والتعايش بين الاقليات السكانية فالمثل الساطع تضربه -كوبا - فهناك شريحة سكانية من اصل افريقي وجدت  عناية فائقة من قبل الحكومات الكوبية المتعاقبة، حتى اصبحت هذه الشريحة تتسنم ارفع المناصب الحكومية . ذابت في كوبا العنصريات والتخاصمات العرقية في بوتقة اسمها الوطن .

 

كيف نساهم في جعل الكردي العراقي يشعر بولاء شديد لوطنه العراق - والوطن هو حيث تستوطن-  كيف ندلله  حتى يشعر الكردي العراقي بل والكردي الايراني او السوري بل والتركي،  حتى يشعر  بالولاء لوطنه ،  وان اختلفت سحنهم ولغاتهم وعاداتهم ومذاهبهم فهنا أهمية  الاغداق في رعايتهم،  ومنحهم الأفضلية في المنح الدراسية وفي الوظائف الحكومية والقبول بلغاتهم وتعليمها بل والأهمتام  بتراثهم كشكل جميل من اشكال التنوع والثراء التراثي بل والاحتفال في أعايدهم الدينية والمذهبية.

 

اذا لمس  الكردي العراقي او المسيحي القبطي في مصر او اصحاب اللون الاسمر في اليمن  والامازيغي في المغرب والجزائر وليبيا بل ومصر  ، إذا لمسوا هذه  الاقليات العناية والإغداق عليهم بالإهتمام  وتفضيلهم  في المنح الدراسية وفي الدعم الاجتماعي والرعاية وفي التوظيف الحكومي  وفي دعم الاسكان، فهنا سوف لن يمزق الشعب نفسه في عداوات اثنية وعنصرية وثقافية، وهنا ترقى المجتمعات وتشمخ الأوطان .

 

فاروق المفلحي ..