فند الداعية الإسلامي الحبيب علي الجفري ورئيس مؤسسة طابة للدراسات الإسلامية سبل تجديد الخطاب الديني ومواجهة الفكر المتطرف والإرهابي ، وقال في مقابلة تلفزيونية مع قناة "بي بي سي " إنه لابد من الإعتراف بوجود إشكاليات في صياغة الخطاب الإسلامي المعاصر.
واعتبر أن الإشكالية في صياغة الخطاب الإسلامي المعاصر تم إستغلاله من قبل المتطرفين وتوظيفه بسبب غياب الرؤية الاستراتجية لدي الحكومات في المنطقة لتحديد الهوية الإسلامية للشباب العربي في المستقبل وموقفهم تجاه تطورات العصر خلال الخمسين عام المقبلة.
وانتقد الجفري عدم صياغة ما أسماه برؤية ذات بعد إستراتيجي للشباب مثلما يحدث مع رؤي وخطط التنمية المستقبلية ، مشيرا إلي أن مثل هذه الرؤي ستجدي نفعا الآن إذا كانت هناك إرادة سياسية تعي أهمية هذه الرؤية لدي الشباب .. وفي سبيل ذلك حدد الجفري مجموعة من الجوانب المهمة :
- ضرورة إجراء دراسات وتنظير ديني للرد علي أفكار المتطرفين مبينا أهمية أن تبتعد الحكومات عن التعامل الطارىء والمؤقت مع الأزمات .. علي أن تقوم هذه الدراسات بثلاثة خطوات رئيسية هي :
- الخطورة الأولي - العمل الإطفائي : وفي هذه المرحلة يجب أن يكون هناك مسألة إطفائية بتفكيك الفكر المتطرف خاصة أن هناك لبس حقيقي يدفع شباب بتفجير أنفسهم والقتل والحرق.
- الخطوة الثانية - المسألة الفقهية : فهناك مسائل فقهية شرعية تمس مسألة التنمية واستنهاض الامم وهي في الشريعة الاسلامية قابلة لإعادة النظر والاجتهاد لأنها ليست قطعية الثبوت والدلالة يجب أن يكون نظر معمق لها
- الخطوة الثالثة - الدرجة الثالثة : وهي درجة معمقة ، بحيث يجب أن يوجد فينا من يتعمقون فلسفيا في صياغة النموذج المعرفي لنخرج من هذه الفوضي .. فوضي العمل السياسي وفوضي العمل الاقتصادي وفوضي العلاقات الدولية تتطلب أن يكون لدينا مشاركة للعالم أي يكون لنا إسهام في صياغة فكر العالم وإلا سنظل مستهلكين لما ينتج فكريا ولن نخرج عن الدائرة المفرغة.
علاقة الدين بأزمات المنطقة
ورد الجفري علي محاولات ما أسماها إلباس الدين ثوب الصراع السياسي بالمنطقة ، وقال أن دعاوي الاحتجاج ضد الانظمة بدعوي أنها أنظمة ظالمة أمر غير صحيح ، لأن القضية أعمق من قضية الأنظمة الظالمة ، وإذا استمر الأمر سنستمر في لعبة الفعل ورد الفعل إلي أن تغرق منطقتنا أكثر مما هي فيه اليوم بدعوي الحريات وبدعوي مواجهة الانظمة يجري هدم دول كاملة .
وقال الحبيب علي الجفري انه انتقد العديد من الانظمة في المنطقة مشدداً على ان دعوى الحريات كانت سبباً في هدم دول ولم تهدم الانظمة على حد تعبيره في إشارة لثورات ما عرف بالربيع العربي.
وأكد الجفري أنه ضد كل دعوة وخطاب طائفي يكون مظلة للاحتراب السياسي، وقال أن مايحدث في المنطقة هو صراع سياسي ولا يقبل أن يلبس بلباس ديني أو ان يوظف الدين في الصراع السياسي."
الصراع السني الشيعي
اعتبر الجفري أن ما يقال عن الصراع بين السنة والشيعة ، غير صحيح ، مؤكدا أن الجاري اليوم في منطقتنا هو صراع سياسي ، فهناك من يشعر بالخطر من نفوذ دول أخري فيواجهها وهذا حقه ، ولكن الكلام هنا أن يلبس ثوب الدين بالحديث عن نزاع سني وشيعي غير مقبول .
وقال هو كسني يقول أخوتي الشيعة وأرفض تكفيرهم ، وأكد أن هناك خلاف جذريا في الجوانب العقائدية بين السنة والشيعة ولكن مكانها رواقات العلم ، ويرفض توظيف هذا الخلاف سياسيا ، لأنها إشكالية لدينا تمت الاستفادة منها خارجيا .
وقال الجفري "نفتقر إلى شيء اسمه صناعة الانسان، لدينا إنسان مهدوم ، حكوماتنا مقصرة والكل يتحمل المسؤولية، المصالح المتضاربة التي حولت منطقتنا الى أرض حرب بالوكالة يمكن تحقيقها دون هدم المنطقة."
دعم الدولة المصرية
وحول موقفه مما يحدث في مصر أكد الجفري أنه وقف ودعم بقاء الدولة المصرية ، وساند الجيش المصري للحفاظ علي بقاء الدولة المصرية ، وقال أن هناك فرق بين دعم بقاء الدولة المصري وبين ما يشاع عنه بدعم الرئيس السيسي ، وأكد أنه مع بقاء الجيش والدولة المصرية ولا يهمه ما يقال أو يروج عنه حول ذلك."
*- النادي الدولي