إلى أن يثبت العكس

2017-12-28 17:38

 

لا أستغرب مخاطبة البعض لعبدربه بصاحب الفخامة أو المارشال أو ما شابهها من الصفات والألقاب الفضفاضة التي لا صلة له بها واقعيا.

لا أستغرب لأن الصفات والألقاب ملعوب بها منذ صار المذكور أعلاه نائبا لعفاش الذي صار من أعز ألقابه "الزعيم". .

عبدربه ليس مجرد رئيس شرعي الآن، ولكنه مالك الملك السياسي كأي ملك ورث الملك أبا عن جد.

والغريب أن من منحوه الشرعية التوافقية هم له اليوم كارهون، فيما يجري خلفه - لا هثين - من أبطلوا لعبة شرعيته بدماء الشباب الزكية، وهي شرعية تسقطها صنعاء وتبقيها له عدن وحضرموت بالنيابة عن صنعاء التي سيعود لها عرشها الذي أضاعته هي، فقيض الله له من دونها حافظين. .

 

ليس لدى عبدربه، باختصار شديد، ( ومن معه: محسن، بن دغر ، المخلافي، عرب، الآنسي ... إلخ)، أكثر من (إصلاح مسار الوحدة أو نظامهم العفاشي)، يعني أن يذهب الإمام وتبقى الإمامة نفسها.

 

أما لماذا؟ فلأن المذكور آنفا، عمد الوحدة بالدم في 94 ولا يعني له شيئا ما سال من دماء جديدة وتضحيات وكوارث كان هو شريكا فيها، فهو مازال واقفا عند نقطة المخرجات إياها، وأنتم تحاربوا كما تشاؤون، فلا مخرج لكم إلا بمخرجاته، فخامته عما تحلمون! .

 

لذلك ليس مثيرا للاستغراب أن يرى إعادة العسكر الذين سلموا المكلا للقاعدة، ولا المحليين الذين لم يؤدوا دورهم في أثناء ذلك، وكانوا من فاسدي نظامه ونظام رئيسه، فالأمر طبيعي جدا.

 

لا شيء أكثر من إصلاح مسار الوحدة أو بتعبيره "يمن جديييد" بس مش أي يمن جديييد .. لنج، هذه المرة. . المستغرب فقط أن يظن أي ظان/ أو تظن أي ظانة - خاصة في حضرموت بمناسبة زيارته - أن المذكور أعلاه قادر / أو يريد أن يكون لها قرارها المستقل.

 

إنه، في أحسن أحواله، يعيد ترميم نظام صنعاء السياسي، والمشكلة أن صنعاء نفسها قد لفظته، فيما يلهث خلفه الآخرون وكأنه ملك ورث الملك أبا عن جد، وهو ليس أكثر من رئيس من فئة "الرؤساء الرحل" - بتشديد الحاء - إن وجدت فئة كهذه أصلا!