المثالية بالسياسة ليست هي الواقع

2017-12-27 19:03

 

الدولة اليمنية الفاشلة والواقعه تحت الوصاية الدولية تعني بكل وضوح لاوجود للوحدة السياسية ولا وجود لمخلفاتها بالاقاليم وعلى كل شعب العمل لبناء ارضه والسعي بجدية للامن والاستقرار المجتمعي والاقتصادي لشعبه . 

 

نمارس السياسة كسلوك بشري ولسنا ملائكة ، لا تخلو ممارستنا من أخطاء وتجاوزات تتفاوت خطورتها بقدر ما تُلحقه من أضرار بنا اولآ وبالأفراد و بالمجتمع ثانيآ والقضية الوطنية بشكل عام. 

و مع هذا لاننكر ايضآ بأننا نملك رصيد وافر من الاخطاء خلال الفترات الماضية والمتسارعة وهذا طبيعي فمن لايعمل هو من لايخطئ 

 

ولكن الادهى دائمآ ان لدينا فلاسفة ومُنظرين سياسيين ولكن عيبهم الوحيد انهم لايمارسون السياسة وعندما تقترب منهم وتحاول اشراكهم لتنفيذ رؤيتهم السياسية يتهربون ويتعذرون وتضطر للاجتهاد وإن تستلهم ما يتناسب من أفكار المنظرين وتقرر تحويل بعض أفكارهم لواقع على الارض ،و لكن بالممارسة العملية نصطدم بواقع لا يتوافق مع الفكر المثالي للمنظر ، لتتحول تلك الممارسة لفجوة فيما بين الفكر أو ما يجب أن يكون من جانب والممارسة على أرض الواقع أو ما يمكن أن يكون من جانب آخر. 

ومع هذا نتلقى سيل من الانتقادات والتهكمات من نفس المُنظرين وبقساوة مفرطة وهذه معاناة إضافيّة يصعب حلها . 

 

عمومآ نتمنى فقط ممن يعارض او يتهكم على المجلس الانتقالي الجنوبي ويحاول ان ينتقص من جهود إخوته ان ييادر لتقديم نموذج عملي على الارض ويخدم الشعب وستجدوننا داعمين لكم بكل حب وتقدير .

 

العيب فقط ان نراكم صامتين ضد عدوكم ولمن يحاولون إمتهان السياسة كسلعة ولشراء الولاءات ويتاجرون بقضية وطنكم ضد معاناة الشعب وبالاخص لمن يحتكرون الخدمات وباموالهم ونفوذهم تصدر القرارات الشرعية لخدمة مصالحهم النفطية ولتقوية إمبراطوريتهم الماليه . 

 

تأكدوا فقط مثلما تخلصنا من عفاش واتباعه ، فلن يصعب علينا العمل للتخلص من طغيان علي محسن ووكلائه ووزرائه. 

*- نزار هيثم – كاتب وناشط سياسي