وطن بلا نفايات ...

2017-12-25 19:43

 

"الشرعية" التي لم تعد لها شرعية في بلد المنشأ "صنعاء"، هي ما تبقى من نظام النفايات اليمنية التي نكبت الشمال حتى سقطت دولته بيد الحوثي، وتحاول - ما استطاعت - أن تعيق خلاص الجنوب من الوضع النفاياتي.

.

سألني كثيرون عن رأيي الشخصي في الإقالات والتعيينات الأخيرة التي أصدرها رئيس شرعية النفايات؛ فكان رأيي - كما كان - أن شرعية النفايات اليمنية منذ 1994 هي هي، وليست بضائرةٍ الجنوب أكثر مما كان في أيام نفوذها في صنعاء، وهي الآن مستضافة في الجوار أشبه بالمكب الإقليمي الذي يستقبل النفايات الجديدة.

 

كل ما في الأمر أن تحالف الضرورة الذي نشأ لدحر عدو مشترك، قد انفرط عقده، وتخفف الجنوب بمفهومه السياسي والوطني من ثنائية متضادة، تجرع مرارتها على مضض، وآن له أن يواصل مساره، بعد أن ترك باباً موارباً للمطاريد، علّهم يرعوون، ويفيقون من سكرة المكب!

 

الحوثي ليس حركة سلالية فحسب، ولكنه حركة موازية لنظام النفايات، وهي كأي "شركة تنظيف" أتت بشيولاتها وشاصاتها أيضاً لتزيل النفايات في صنعاء، وأزالتها فعلاً ورمتها في المكب الإقليمي ومازالت تواصل عملية التنظيف، ولأنها أشبه بعمال نظافة من "المهمشين" في دولة النفايات، ما لبثت أن كشفت عن أنها نفاية ايضاً لكن الفارق أن لها حاضنة اجتماعية في صنعاء ومناطق الشمال، ولا حاضنَ اجتماعياً لها في الجنوب، لذلك استطاع الجنوبيون لفلفتها بالشيولات في مدة قياسية وإعادتها إلى مكب الأول "صنعاء".

 

لا مستقبل في الجنوب الناهض، لنظام النفايات، ولا جدوى من تدوير النفايات، فمرحلة تنظيف الجنوب منها انطلقت في 2007 ولن تتوقف، ومن يقرأ ملف التنظيف يدرك الأشواط الكبيرة التي تم قطعها، وما يعانيه اليوم هو من آثار الحشرات والروائح التي تنبعث من المكب ليس إلا.

 

صباحكم وطن بلا نفايات.