عجز الشرعية و ابتزاز الاصلاح

2017-12-24 19:29

 

لقد تجلى افتقار الشرعية للقدرة على مواكبة الأحداث ليس مع اللحظات الأولى لدخول التحالف الحرب بل هو أبعد من ذلك بدأت ملامحه منذ الطلقة الأولى في دماج مروراً بعمران وانتهاء بصنعاء حين ذهبت قيادات الإصلاح لاهثة للقاء السفيرة البريطانية حينذاك لسؤالها عن حقيقة ما يجري وقد بلغت علوج المليشيات تخوم صنعاء _ وهذا ليس رجماً بالغيب بل هو واقع وموثق _ حين قالت لهم بإنها تعتقد أن الحوثي لن يتوقف إلا في السبعين في إشارة للقصر الجمهوري وهو ماحصل .

 

كان في مقدور الإصلاح حينها أن يستنفر ميليشياته هو الأخر وهو الذي يملك قوات تناهز الأربعين الف مقاتل زد على ذلك قوات الفرقة الأولى مدرع ولكنهم آثروا أن يولوا الأدبار وهو تولي أثبتت الأيام أنه لم يكن تحرّفٍ لقتال ولا يمت بصلة لإستراتيجية ولا أجندة ما خلا الابتزاز والخيانة التي دفع ثمنها الرئيس هادي حين لم يكن يفرق بينه وبين من احتلوا غرفة نومه سوى الحمام الموضع الصغير الذي يستطيع أن يختلي بنفسه بعد أن تخلى عنه من إذا ذكر القتال تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت .

 

وصل هادي إلى عدن " شارد الموت " فأستقبلته وأهلها إستقبال الأم بعودة إبنها الضال فمكث فيها غير بعيد ليولي الدبر هو الأخر تاركاً أمه وبني جلدته يواجهون الموت فكانت عدن هي الرقم الصعب الذي أفسد كل المعادلات والحسابات ومرغت علوج الغزاة في وحل العار والهزيمة النكراء ، ليعود هادي تارة أخرى عاقّاً وضالا معرضاً عمن لم يُقدّر أبناء جلدته حق قدرهم ماضيا في غيّه مع من خذلوه ومرغوا أنفه في التراب وهو إذ يفعل ذلك فإنه لايثير الدهشة والحنق فحسب بل يضع الكثير من التساؤلات عن حقيقة مايدور في خلده وهو حتماً لن يُخلّده في سجل التأريخ إلا كخائن .

 

إن كانت هناك إستراتيجية يعمل عليها الإصلاح فهي قائمة على الإبتزاز والمساومة ومن قبل الخيانة وهو لن يذهب للقتال حتى لايخسر أوراقه في الضغط على التحالف وهذا جلي وواضح بشهادة ماهو كائن اليوم .

على التحالف أن يعيد النظر فالجنوب ليسو شياطين كما وأن أصحاب الشمال ليسو ملائكة .

 

يقول أستاذ الإستراتيجية الأعظم "كلاوزفيتر " إن الحرب هي السياسة بوسائل أخرى /

 

*- صالح سالم الدمبي الطوسلي