العزل الممنهج للرئيس هادي والانقلاب المؤسسي والحزبي عليه

2017-12-22 07:14

 

كما هو معروف وليس بخافياً على العديد من القيادات والنخب ان الرئيس عبدربه منصور هادي يعيش وسط دائرة مغلقة تضلل عليه كثير من الحقائق وتوهمه بان كثيرون يعملون ضده وعملاء وخونة وتعمل تلك الدائرة المحيطة بالرئيس لصالح احزاب مؤدلجة ذات ارتباط دولي لتنفيذ اجندة دولية واقليمية ومحلية لضرب خصومها وخصوم حلفاؤها وخلخلة مؤسسات الدولة وايقاع الفتنة بين الرئيس وبعض دول التحالف وكذلك بين دولة التحالف البين لتتمكن تلك الاطراف من الهيمنة والانتقام لحلفاء الايدلوجيا وكذلك  للتربح والافساد والتمكين في مؤسسات الدولة والمنح الدراسية والاستثمارية لاقاربهم وعناصرهم الحزبية ويظهر ذلك في مبالغتهم الكبيرة في خصومة من يعارض او ينتقد اعوجاج المسار والفسادوالافساد والتدمير الممنهج القائم .وتعمل تلك الدائرة و اذرعها واتباعها فتارةً تثيرالفتنة المناطقية وتارة اخرى توجه التهم الجزافية والاشاعات المغرضة مستخدمة اقلام وابواق مأجورة فتسئ للرئيس هادي سواء بصورة مباشرة مخطط لها لصالح اطراف عدة او بصورة غير مباشرة تعتقد بانها تخدم هادي.

 

وتلك الدائرة التي حوله ومن الملاحظ انها تصادر قراره وتظهره بالعاجز وتسعى لاغراقه في كثير من المخالفات ويفقدونه الثقة في الاخرين ليصبح وحيداً فيسهل انقلابهم عليه وقد ظهر ذلك جلياً في كثير من التعيينات والتجاوزات والفساد المعلن التي تقوم به قيادات واذرع تدعي ولاؤها وتبعيتها للرئيس هادي والشواهد كثيرة لاتعد ولاتحصى .

 

وتعد الدعوة لانشاء تحالف مع الموتمر الشعبي جناح الهالك عفاش المتواجد في الخارج مع احزاب ومكونات الشرعية  متجاهلين دعوة الرئيس هادي لانخراطهم في الموتمر الشعبي جناح شرعية هادي كذلك تصريحات نائبه علي محسن الاحمر بتجديد عضويته في المؤتمر .وايضاً تسريب معلومات عن اقتراح بن دغر --(الذي حل نائباً لرئيس المؤتمر عفاش بعد ابعاد هادي )- وذلك رئيساً للمؤتمرالشعبي متجاهلين الرئيس هادي كرئيس للمؤتمر .وقد لاحظ كثيرون تحركات بن دغر بداية بمحاربته لمن حرروا الارض من مليشيات الحوثي وقوات صالح الغازية للجنوب كانتقام ممن نكل وطرد قوات رئيس حزبه وحلفاؤه وصولاً لعقد بن دغر لاجتماعات بقيادات مؤتمرية في مقاطعة المعاشيق ويعد ذلك احد اخطر اعلانات الانقلاب على هادي .

 

وكذا توجيهات بن دغر بصرف مبالغ كبيرة لمنتسبي الحرس الجمهوري وكوادر مؤتمر عفاش الهاربة بعد انقلاب حليفهم الحوثي عليهم مع العلم ان الحرس الجمهوري لايزال يقاتل مع الحوتيين في الجبهات وكوادر المؤتمر لم تعترف بشرعية هادي وكذا دعوة ماسمي نازحين للدخول لمدينة عدن مع ان الرئيس هادي قد اعلن تعز محافظة محررو بعد عودة نائب رئيس الوزراء وعدد من الوزراء منها بعد مكوثهم فيها لاكثر من اسبوع متجولين في جميع انحائها افتتحوا عدد من المشاريع ودشنوا احتفالات وعروض كرنفالية عسكرية ومدنية وقد تبين ان اعداد كبيرة ممن سمو نازحون لمدينة عدن هم في سن القتال وماسبب توجههم لعدن وذلك لانتظار ساعة الصفر للانقلاب على السلطات بمافيها هادي وتنصيب غيره  .

ولا مشكلة ان كانت تلك المبالغ ستصرف للعجزة والنساء والاطفال مع الاخذ في الاعتبار انه لم يتم صرف اي مبالغ لابناء المناطق المحررة المتاثرين من الحرب.

 

ويلاحظ الكثيرون اخراج هادي من دائرة السلطة تدريجياً واحراجه مع الاشقاء في التحالف وبالنظر لِمَ يتناوله الاعلام من بث سموم وفتن وتزييف الحقائق ينزع ثقة كثيرون بالرئيس هادي لتركه اقطاب سلطاته و لتلك المطابخ بالعبث العلني دون رادع.

 

لذا لابد من صحوة للرئيس هادي ويدرك انه وقع في تضليل كبير لمحاربة من صدقوا معه وهم من كان وسيكون سنده وصور للرئيس هادي كخصوم وذلك من قبل من اسلفناذكرهم وعليه ادراك ان الفسدة لن يطيلوا البقاء حوله عندما يروا مصالحهم مع اطراف اخرى وايضاً فان الاحزاب الايدلوجية تنفذ سياساتها.

ويتوجب على هادي اعادة النظر في خصومته مع من صدقوا معه وان يتخلص ممن يبيتون له السوء والمكيدة واساؤوا له كثيراً .

 

نائف بن مسعد

20ديسمبر2017م