مهمة الإصلاح المستحيلة ؟؟

2017-12-16 13:00

 

عندما يستدعونك من تركيا على وجه السرعة ودون علم الرئيس ، هذا معناه أن الدور عليك يا شرس ..

المؤتمر الشعبي بعد مصرع عفاش على أيدي الحوثيين سيكون في أحسن أحواله مثل الحزب الوطني بعد مبارك أو التجمع الدستوري التونسي بعد بن علي .

الاصلاح هو الحزب العقائدي المليشاوي المسلح الوحيد في اليمن بالنظر الى بقية الاحزاب اليمنية على كثرتها ولا يشبهه إلا مليشيات الحوثي المذهبية مع أنها غير حزبية ولا معترف بها حتى الان!.

 

ذكرت سابقا أن التحالف يحتاج الى لاعب محلي فاعل وقادر على تغيير الواقع لصالح عروبة اليمن ولصالح التحالف بالضرورة ، وبما أن الاصلاح حليفا ظاهرا في فضاء الازمة اليمنية وفي دهاليزها السياسية والعسكرية والاعلامية فانه أمام اختبار صعب اليوم لاثبات أهليته بقيادة دفة الشرعية من أمام الرئيس هادي وليس من خلفه هذه المرة ، واثبات حسن النوايا للتحالف وتقديم نفسه كحليف استراتيجي كما كان ذلك في زمن الشيخ عبدالله بن حسين وبالطبع هذا لن يتأتَ الا بالقضاء على مليشيات الحوثي وهزيمتها ودحرها الى ابعد من صنعاء !

 

المهمة لاشك صعبة وربما مستحيلة لان المحك الحقيقي هو تحرير محافظات الشمال وانهاء حالة الانقلاب وليس ماتبقى في الجنوب كما يتغنى اعلام الاصلاح و(المعدرسين) من الجنوبيين بتحرير بيحان لسبب بسيط وهو أن تحرير بيحان ومكيراس والاطراف الشمالية لكرش لن تغير الواقع في صنعاء ولن ترجع الحوثي الى صعدة . لذا سيقوم التحالف بما يتوجب عليه لخوض هذه المعركة بالاصلاح كآخر الاحزاب التقليدية التي تشبه الماضي بكل تفاصيلة .

 

كل الترتيبات أعلاه الهدف منها وفقا للرؤية الخليجية لمستقبل اليمن والجنوب العربي هو وجود مجتمع مدني انتماؤه للوطن وليس للاحزاب المؤدلجة ولا للمليشيات المذهبية وهي الرؤية الخليجية التي نهضت بمقتضاها دول الخليج عندما توجهت للبناء والتنمية والانفتاح على العالم بصورة مغايرة تماما لصورة العربي النمطية ، ذلك القبيلي المسلح والمتقطع ...الخ.

ونظرا لان اليمن فقاسة أحزاب فانه من المفيد لمستقبل اليمن وللجوار الّا تنشأ (أحزاب دولة) أي الاحزاب التي تمتلك الفكرة وتفرض النظام الذي تريد وتملك الجيش والسلطة والمال وتصنع الديكتاتوريات ، وهذه التجارب الدموية الفاشله لاتناسب النسق في الاقليم بل كانت ومازالت تشكل خطرا على الامن والسلام ، ليس هذا فحسب ولكنها عناوين المرحلة المقبلة في العالم ككل ، حيث ان السياسة الجديدة هي سياسة ادارة الاقتصاد بمقتضى المصالح وبالتالي لم تعد الحاجة لاحزاب دكتاتورية حاكمة تمتلك كل شي وتسقط بسقوطها الدول !.

 

الاشتراكي في الجنوب كان هو الحزب والدولة والشعب والهواء والدواء وانتهى الى حزب يمشي عدل يتجنب المشاكل على شان يعيش .. المؤتمر الآن تقصقص مخالبه وينتف ريشه ليكون مكتب وحارس وأعضاء يدفعون اشتراكات وبدون رصيد بنكي ولا دفتر شيكات ، وهكذا كل الاحزاب عبارة عن مجموعة عقلاء أو نبلاء تناقش الافكار دون استعلاء بالسلطة المطلقة أو استقواء بالمال والجيش العائلي.

 

لم يبق في الساحة الآن الا مليشيات الحوثي المذهبية المسلحة وحزب الاصلاح المليشاوي المسلح وهما في نظر المهتمين بمستقبل اليمن والجنوب آخر مساوئ الماضي وآخر عوائق الانطلاق الى المستقبل ، ولذا لابد للاصلاح من مواجهة الحوثة في دربي العاصمة ، أو قبول الطرفين بشروط المصالحة والقبول بالاخر وفقا وعناوين المرحلة ومتطلباتها اي لا مليشيات مسلحة تقوض الدولة وتحل محلها ولا احزاب تمتلك مليشيات تؤسس لانظمة شمولية او صناعة اصنام جدد بعد هذه الكوارث التي حلّت بالمنطقة ومازال غبارها ينبعث في الارجاء . ومع ذلك سيرفض الحوثي شروط المصالحة وتسليم سلاحه والقبول بالاخر وسيعجز الاصلاح عن التغيير وان حاول استخدام جبهات الجنوب لفتح ثغرات في الشمال