حينما تريد الكتابة أو التعبير بكلمات بسيطة عن هرم فني وصوت غنائي بحجم عملاق الطرب الأصيل أبو بكر سالم فلا شك أنه أمر بالغ الصعوبة في التعبير أو حتى جمع الألفاظ والمعاني لفنان قل أن تجد له نظيراً، وظاهرة أخلاقية فنية مبدعة في الطرب والفن في منطقة الخليج.
تعاقبت أجيال أجيال وظل أبو بكر سالم صوتاً لا يختلف عليه اثنان لما يمثله من تنوع صوتي في صوت واحد.
كمتابع له وجزء من جمهور عريض لعملاق الفن أرى أن أهم ما يميزه رحمه الله البعد الأخلاقي الذي تسامى فيه وفي شخصيته الأصيلة، حيث لم يكن يوماً مثار جدل أو إساءة لأحد، وبالرغم من تنقلاته المستمرة في دول الخليج لم يكن إلا رسول محبة.
احتل أبو بكر سالم جزءاً من تاريخنا الفني، لم يعجز في الماضي ولا في الحاضر أن يقدم كل جميل وجديد من كلمات وألحان وأغان خلدت نفسها في مسمع الجميع.
هذا الصوت الجميل الذي يحول الكلمة الجميلة والمفردة إلى قطعة موسيقية وسيمفونية عذبة عبر طبقات صوته التي تتجلى بأعذب الألحان ليخرج لنا روائع أبي بكر سالم.
الرجل الذي تغنى بحب الوطن وتغنى بالغربة ومرارتها كان ظاهرة فنية وصوتية فريدة في الألحان والموسيقى والكلمات والأداء الرائع، إذ يظهر في كثير من أغانيه على خشبة المسرح وهو يشدو ليؤكد أنه الرجل المخلص لفنه والمحب لجمهوره، إذ يعتني بالأداء ليتقن الأغنية في حالة من الانسجام الفني الرائع ويبرهن أن العمل الفني عمل يواكبه إخلاص من أجل النجاح، ولأداء رسالة فنية هادفة لفن راقٍ بقي لعقود من الزمن، وسيظل تاريخاً شاهداً وإرثاً حضارياً لفنان عملاق.. وداعاً "أبو بكر سالم".
*- عبدالعزيز الساحلي – الرياض